بايدن يُظهر تفاؤلاً مُفرِطاً قبيل جولته الأوروبية
غادر الرئيس بايدن واشنطن متجهاً إلى أوروبا في أول رحلة خارجية له، وقال للصحفيين قبل مغادرته إنّه سيستخدم جولته «ليوضح لبوتين والصين أن أوروبا والولايات المتحدة لصيقتان وأن مجموعة السبع ستتحرك»، على حدّ تعبيره.
تصريحات بايدن المتعلقة بالأهداف المشتركة للحلفاء لا تدعمها تصريحات وتصرفات الحلفاء أنفسهم. ولا يبدو أن دولتين أوروبيتين كبيرتين – هما ألمانيا وفرنسا – على استعداد عندما يتعلق الأمر بتشكيل جبهة موحدة ضد الصين وروسيا، وفق ما لاحظ موقع أكسيوس للأخبار والتحليلات.
هذا وتريد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تقوية الروابط المالية الأوروبية مع الصينيين، وكانت أبرز صوت أوروبي يدعو إلى صفقة استثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين. كما أنها مصممة على استكمال وتشغيل خط أنابيب الغاز الطبيعي «السيل الشمالي2» بين روسيا وألمانيا، والذي حاولت واشنطن عرقلته دون جدوى، حتى مع فرضها عقوبات على شركات ذات صلة بالمشروع. أوضح الألمان لإدارة بايدن أنهم لن يتراجعوا عن هذا المشروع، بغض النظر عن مناشدات الولايات المتحدة أو ضغوطها.
واعترف بايدن بالهزيمة بخصوص مشروع الغاز الروسي، من خلال التنازل أخيراً عن العقوبات المفروضة على الشركة التي تشرف على البناء – مما يمهد الطريق لاستكمال خط الأنابيب، الأمر الذي يعتبر مكسباً لروسيا وللعلاقات الروسية-الأوروبية.
من جهته أدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات علنية تتعارض مع تعليقات بايدن. وفي شباط، حذر ماكرون من فكرة انضمام الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة لمواجهة الصين. وقال ماكرون: «أن يتحد الجميع ضد الصين، هذا سيناريو لأعلى صراع ممكن... هذا، بالنسبة لي، يأتي بنتائج عكسية». كما دعا ماكرون إلى ما سماه «الحكم الذاتي الاستراتيجي» الأوروبي – وهي عبارة تشير إلى وجود مسافة ما بين أوروبا والولايات المتحدة.
وفي هذه الظروف يأتي أيضاً اجتماع بايدن مع قادة الناتو في بروكسل، والذي لا يخفي أنّ هدفه هو تعزيز وحدة التحالف ضد روسيا. ومع ذلك، فإن الإجراءات التي اتخذها القادة الأوروبيون بالفعل تتحدث بصوت أعلى من أي بيان مشترك يصدرونه في نهاية المطاف في بروكسل.
معلومات إضافية
- المصدر:
- أكسيوس