الاحتلال الأمريكي ينتهج الغموض حول نسبة انسحابه من أفغانستان

الاحتلال الأمريكي ينتهج الغموض حول نسبة انسحابه من أفغانستان

أعطى جيش الاحتلال الأمريكي أمس الثلاثاء رقماً فضفاضاً حول نسبة ما سحبه من قوّاته من أفغانستان حتى نهاية الشهر الماضي.
وفي بيان صادر عن القيادة المركزية لقوات الاحتلال «سنتكوم»، في إطار ما يسمّى «تحديثات أسبوعية» عن التقدم المحرز بخصوص الانسحاب من أفغانستان، قالت إنه وحتى 31 أيار/ مايو الماضي، تم سحب نسبة تراوح ما بين 30% إلى 44% من القوات، وفقاً للبيان.

وتحدّث الاحتلال عن موعد مع الحكومة في كابول لتسليمها قاعدة «باغرام» الجوية، الأهم في البلاد.

وأضاف البيان أنه تم أيضا سحب نحو 300 طائرات شحن من طراز «C-17»، وتخصيص 13 ألف قطعة من المعدات العسكرية لتدميرها.

وتابع بأنه تم تسليم منشأة عسكرية إضافية للقوات الأفغانية في الأسبوع الماضي، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 6.

وقالت القيادة المركزية لقوات الاحتلال الأمريكي إنها تتوقع «عمليات نقل إضافية للقواعد والأصول العسكرية في المستقبل» لـ«تعزيز القوات الأفغانية» على حد تعبيرها.

وتمتنع الولايات المتحدة عن إعطاء نسبة محدّدة من عملية الانسحاب بذريعة «مخاوف أمنية».

وأكّد متحدّث باسم القوات الأمريكية، رافضاً الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس: «سنعيد قاعدة باغرام الجوية، لكن ليس لدي أي تفاصيل أو جدول زمني حول ذلك». لكنّ مصدراً أمنيّاً أفغانياً ذكر لوكالة فرانس برس الثلاثاء، بأنّ الاحتلال سوف يعيد قاعدة باغرام الأكبر في أفغانستان، إلى السلطات المحلية، «بحلول 20 حزيران/يونيو»، وفقاً للمصدر. وكانت قاعدة باغرام سيئة الصيت تؤوي ما يزيد على 30 ألف جندي ومدني أمريكي ومن قوات الحلف الأطلسي خلال ذروة العدوان الأمريكي العسكري على الشعب الأفغاني عام 2011، وتقع القاعدة الخاضعة للقوات الأمريكية على بعد 50 كيلومتراً شمال شرق كابول في مقاطعة باروان.

وقال المسؤول الأفغاني الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «من المقرر أن تستغرق عملية الاستعادة حوالي عشرين يوماً، لكن قد تطول هذه الفترة أو تقصر».

وبالتوازي، توجه وفد حكومي أفغاني مؤلف من ستة إلى ثمانية أشخاص إلى الدوحة الثلاثاء، حيث من المتوقع استئناف الحوار مع طالبان حول تقاسم محتمل للسلطة، رغم مواصلة القتال، وفق ما أكد مصدر رسمي، طالباً عدم الكشف عن هويته.


وبعد عشرين عاماً من بدء احتلالها العدواني في تشرين الأول/ أكتوبر 2001، تحتفظ الولايات المتحدة بنحو 2500 جندي متمركزين في الأراضي الأفغانية، ومن المرجّح انسحابهم خلال الصيف.

وبعد أن تم تحديده في الأول من أيار/ مايو، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإتمام سحب جميع الجنود بحلول 11 أيلول/ سبتمبر، أي في الذكرى السنوية لهجمات العام 2001.

وتعثر الحوار بين الأطراف الأفغانية الذي بدأ في أيلول/ سبتمبر، وكان من المقرّر أن يواكب الانسحاب الأمريكي، الجاري «بوتيرة ثابتة»، بحسب البنتاغون.

والتقى وفد من الحكومة الأفغانية ومن حركة طالبان في 14 أيار/ مايو، واتفق الطرفان على «مواصلة المحادثات» في قطر بعد شهور من التعثر.

ولكن ميدانياً، واصل مسلحون هجماتهم، ولا سيما في الجنوب وفي محيط كابول، حيث احتلّوا عدة مناطق، وأحياناً دون قتال أمام الجيش الأفغاني، ما أدى إلى فرار عشرات آلاف المدنيين. وفقاً للأمم المتحدة.

ومساء الثلاثاء، قُتل عشرة أشخاص على الأقل وجُرح نحو عشرة آخرين في هجومين منفصلين استهدفا حافلتي ركاب في كابول. كما أدّى انفجار إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء عدّة في العاصمة.

معلومات إضافية

المصدر:
وكالات