قيادي فلسطيني يكشف معلومات جديدة عن فشل أهداف العدوان الصهيوني على غزة
كشف رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار في مؤتمر صحفي أمام الإعلاميين في غزة أمس الأربعاء، عن معلومات وإحصاءات عسكرية جديدة تتعلّق بفشل العدوان الذي شنّه مؤخراً جيش الاحتلال على قطاع غزة عن تحقيق أهدافه المرسومة في ضرب المقاومة وأنّ «نجاحه» اقتصر على ارتكاب المجازر بحق المدنيّين مؤكّداً على أنّ الاستهدافات الأكبر والتدمير الأكبر الذي خلّفه العدوّ كانت بين المدنيين والمنشآت المدنية.
وذكر السنوار أنّ استخبارات القسّام كانت مطلعة على خطط الاحتلال الصهيوني، وأنّ المقاومة كانت على ثقة بأنّ العدو لن يقدم على اجتياح برّي وأنّ الحديث عنه كان خدعة من أجل دفع المقاومين إلى النزول إلى الخنادق والكمائن المتقدّمة، من أجل قتل «ما لا يقلّ عن 500 مقاتل من مقاتلي النخبة» في المقاومة، موضحاً بأنّ هذه الخدعة فشلت لم تنطلِ على المقاومة، وأنّ «الاحتلال لم يَنَلْ من مقاتل واحد في خدعة الهجوم البري، التي شاركت فيها 160 طائرة» وأنّ «الضرر الذي لحق بشبكة الأنفاق لم يصل إلى 5%، وستتم معالجته خلال أيام معدودة».
كما وكشف السنوار عن طول أنفاق المقاومة تحت الأرض، والمعروفة باسم «مترو الأنفاق»، قائلاً بأنها تزيد على 500 كيلو متر. وأنه لو صحّت رواية العدوّ بأنّه دمّر 100 كيلو متر منها، فإنه يكون قد دمّر فقط نحو 20% من هذه الأنفاق.
ونبّه القيادي الفلسطيني إلى أنّ ورش التصنيع ومخازن الأسلحة وغرف إدارة العمليات، تعمل بكفاءة تزيد على 95%.
ووصف السنوار قول الاحتلال بأنّه ضرب القوة الصاروخية للمقاومة بأنّه «كلام أفرغ من الفارغ»، مشيراً إلى أنّ الغالبية العظمى من المرابض الصاروخية التي قصفها العدوّ كان يقصفها وهي فارغة بعد أنْ تكون قد انطلقت منها صواريخ المقاومة، وأنّ العدوّ فشل في ضرب المرابض المذخّرة الممتلئة بالصواريخ الجاهزة للانطلاق، سوى عدد قليل جداً منها لا تزيد عن ثلاثة، وفق ما كشفه هذا القيادي، وأنّ إصابة العدو لها جاءت «بطريق الصدفة».
وحول خطط المقاومة في الساعات القليلة التي سبقت التزام العدوّ بوقف إطلاق النار ومساعي الهدنة، كشف السنوار أنّ المقاومة كانت تخطط لإنهاء المعركة برشقة صاروخية كبيرة من 300 قذيفة نصفها على «تلّ أبيب»، موضحاً بأنّ هذه الصواريخ التي كان يمكن أن تتألف منها الرشقة الأخيرة كانت من صواريخ «اقتربت نهاية خدمتها» وليس من الصواريخ الجديدة الأحدث، التي قال بأنها ما زالت في حوزة المقاومة.
وأشار السنوار إلى أن الاحتلال ارتكب فشلاً استخباراتياً كبيراً، وأنّه رغم تخطيطه لسنوات لعملية يغتال خلالها الصف الأول للحركة بضربة واحدة، إلّا أنّه فشل بتنفيذ ذلك.
وبيّن القيادي الفلسطينيّ، أنّ الاحتلال حاول أن ينال من «الصف الثاني والثالث والرابع» من قيادات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكنه فشل فشلاً ذريعاً، لأنه لم يستطع أن يقتل سوى ما بين 10 إلى 15 قيادياً من هذا الصفّ من أصل المئات من القياديين الموجودين في هذا المستوى. وأضاف السنوار في وقت لاحق من مؤتمره الصحفي بأنّه على مستوى الصفّ الأول قتل العدو قائداً واحداً هو الشهيد باسم عيسى، كاشفاً أنه على مستوى الصف الثاني لم يفلح العدو في قتل سوى نحو 5 قياديّين (بمن فيهم البروفسور الشهيد جمال الزبدة).
وكشف السنوار عن الحصيلة الإجمالية للشهداء من 3 فصائل مسلَّحة من فصائل المقاومة الفلسطينية وهم 80 شهيداً، كما يلي: 57 شهيداً من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، و22 شهيداً من سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وشهيدٌ واحد من ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية.
هذا ومن المعروف أنّ القصف الصهيوني الإجرامي على قطاع غزة إضافة إلى المواجهات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية قد خلّفت 243 قتيلاً من الجانب الفلسطيني، بينهم في العدوان على غزة وحدها 66 طفلاً، و39 امرأة، و27 شهيداً مسنّاً (فوق الستين من العمر).
وقال السنوار: «الاحتلال انغرّ بالهرولة إلى التطبيع في العام المنصرم، فظنّوا أنهم يستطيعون فعل ما يشاؤون...» مميِّزاً بين حقيقة موقف الشعوب وبين التطبيع مع العدوّ، والذي اقتصر على فئة قليلة.
ودعا القيادي الفلسطيني أهالي القدس إلى أنْ يبقوا على أهبة الاستعداد ليدافعوا عن المسجد الأقصى، والشيخ جراح، مضيفاً: «نطمئن بأن وراءهم شعباً أصيلاً لن يتخلى عنهم، ومقاومة لن تخذلهم». ودعا الأهالي الفلسطينيين في الضفة الغربية للتصدي للمغتصبين، وما يرتكبونه من انتهاكات وتهجير ومصادرات للأراضي.
يجدر بالذكر بأنّ يحيى السنوار من القيادات التي تلقت تهديداً بالاغتيال من رئيس أركان جيش الاحتلال بني غانتس بعد وقت قليل من إعلان وقف إطلاق النار، حيث قال غانتس «لا حصانة للسنوار والضيف إذا ظهرا علانية»، فلم يتأخر رد السنوار كثيراً وخرج إلى شوارع غزة مشياً على الأقدام، متحدّياً العدوّ، وقائلاً بأنه يمنح جيش الاحتلال 60 دقيقة لاتخاذ القرار وإرسال طائرة لاغتياله، الأمر الذي لم يقدم عليه الاحتلال.
وبيّن القيادي الفلسطيني في مؤتمره الصحفي: «نجحنا في وضع القضية الفلسطينية من جديد على طاولة العالم، وأنه لا يمكن تجاوز هذه القضية».
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات فلسطينية