كاسترو يتخلى عن قيادة الشيوعي الكوبي لجيل الشباب

كاسترو يتخلى عن قيادة الشيوعي الكوبي لجيل الشباب

أكّد السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي في كوبا، راؤول كاسترو، تخليه عن قيادة الحزب وانتقالها إلى "الجيل الشاب المفعم بروح معاداة الإمبريالية"، داعياً إلى إقامة حوار مع الولايات المتحدة دون التخلّي عن مبادئ الثورة.

وخلال تقديمه التقرير المركزي للمؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الكوبي الذي بدأت أعماله يوم الجمعة الفائت في قصر المؤتمرات في العاصمة هافانا، أعرب كاسترو عن ارتياحه من تسليم القيادة للجيل الجديد الذي لديه عشرات السنوات من الخبرة.

وأكّد كاسترو أن قيادة الدولة قد تمّ تسليمها إلى مجموعة من القادة المهيئين بشكل جيد وممنهج، الذين تمّ تعزيزهم بعقود من الخبرة في انتقالهم من القاعدة إلى المسؤوليات العليا، مشدداً أن هذا الجيل الشاب يشكّل استمرارية للثورة «فهم ملتزمون بأخلاقيات ومبادئ الثورة والاشتراكية، ومتوافقون مع جذور وقيم تاريخ وثقافة الأمة، ومشبعون بمشاعر كبيرة تجاه الشعب، ومفعمون بالعاطفة والروح المناهضة للإمبريالية».

ودعا كاسترو الى حوار قائم على الاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة الأميركية، وبناء نوع جديد من العلاقات معها، من دون تقديم أيّ تنازلات أو التخلّي عن مبادئ الثورة والاشتراكية، مشدداً على أن بلاده ستدافع عن سياستها الخارجية، والالتزام بالقضايا العادلة دفاعاً عن حق الشعوب في تقرير مصيرها.

و اختتم كاسترو: «بالنسبة لي، فإن مهمتي بصفتي السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي أنهيتها بالرضا و لا شيء يجبرني على اتخاذ هذا القرار، وإنني طيلة فترة حياتي سأكون مستعداً للدفاع عن الوطن والثورة والاشتراكية. بمزيد من القوة أكثر من أي وقت مضى... دعونا نصرخ: تعيش كوبا الحرة... يعيش فيدل... الوطن أو الموت... سننتصر».

وفي السياق، كان عضو الأمانة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس قسم سياسة الكوادر، أبيلاردو الفاريس هيل، أكّد في وقت سابق «للميادين نت» أن المؤتمر سيعمل عبر ثلاث لجان. يترأس اللجنة الأولى رئيس الوزراء مانويل ماريرو، والتي سيكون مجال عملها الشأن الاقتصادي والنتائج الاقتصادية والاجتماعية، وتحديث النموذج الاقتصادي الذي يهدف، بحسب هيل، بشكل أساسي إلى تعزيز مشروع الدولة الاشتراكية، بالإضافة إلى تقوية القطاع الخاص والتعاونيات الزراعية، والتي من شأنها المساعدة في تنمية البلاد.

ويترأس اللجنة الثانية، السكرتير الثاني للجنة المركزية للحزب خوسيه رامون ماتشادو فينتورا، وتتناول عمل الحزب وعمل الشباب وعمل المنظمات الجماهيرية، والعمل الأيديولوجي للمجتمع الكوبي بشكل عام.

أما اللجنة الثالثة للمؤتمر، فيترأسها رئيس الجمهورية ميغيل دياز كانيل. هذه اللجنة وبحسب هيل تهتم بالقضايا الأساسية لمستقبل البلاد، لا سيما قضية سياسة كوادر الحزب والمنظمات الجماهيرية واتحاد الشباب الشيوعي والدولة والحكومة، وتضم ممثلين عن المؤسسات والحزب والمنظمات الجماهيرية.

أما بالنسبة للتحديات التي تواجهها كوبا، فأشار إلى أن التحدي الأول هو الحفاظ على أفكار الثورة في سياق دولي معقد للغاية، بالإضافة إلى التغيرات التي تخطط الحكومة الكوبية للمضي فيها والمصادقة عليها خلال المؤتمر، ولا سيما ما يتعلق بالاقتصاد والعمل الحر والعلاقات الدولية نفسها.

وأشار هيل إلى أن المؤتمر الثامن للحزب، سيشهد تولّي رئيس الجمهورية ميغيل دياز كانيل الأمانة العامة للحزب، خلفاً للأمين العام الحالي راؤول كاسترو.

هذا ويشكّل مؤتمر الحزب الشيوعي الكوبي هذا العام محطة مفصلية في تاريخ البلاد، لما سينتج عنه من قرارات حول استراتيجية الحزب للمرحلة المقبلة، ولا سيما ما يتعلق بالجانب الاقتصادي وتفعيل دور الشباب في قيادة الدولة والمجتمع.

 

معلومات إضافية

المصدر:
الميادين