الأمم المتحدة تحيي ذكرى ضحايا تجارة الرقيق عبر الأطلسي

الأمم المتحدة تحيي ذكرى ضحايا تجارة الرقيق عبر الأطلسي

في العام 2007 قررت المنظمة الدولية اعتبار 25 آذار من كل عام، يوماً دولياً لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي

وأحيت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المناسبة يوم أمس الخميس، فعقدت الجمعية العامة جلسة عامة لإحياء الذكرى السنوية لملايين الضحايا المنحدرين من أصل إفريقي، الذين عانوا من شر العبودية وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.

وفي كلمة له، خلال الجلسة، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ممثلي الدول الأعضاء من أنّ «آثار تجارة الرقيق لا تزال واضحة في الظلم العنصري وعدم المساواة في عالمنا اليوم».

وقال غوتيريش: «بينما انتهت تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي منذ أكثر من قرنين، فإن الأفكار التي دفعتها لا تزال قائمة في أوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى». وأضاف: «وصلت دعاية تفوق العرق الأبيض إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق العام الماضي».

وتابع: «يجب علينا مواجهة كل أكاذيب التفوق العنصري. منظمتنا مبنية على المطالبة بالعدالة العالمية ووضع حد للعنصرية وعدم المساواة، والاعتراف بالآثار طويلة الأمد لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي من خلال التصدي لعدم المساواة وبناء مجتمعات واقتصاديات شاملة».

بدوره، أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، في إفادته خلال الجلسة، أن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي «لم تختفِ حتى يومنا هذا».

وقال بوزكير: «لا يتعين على أحفاد 15 مليون ضحية لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي أن يتعاملوا مع الألم والحزن على ما جري لأسلافهم الذين عاشوا العبودية، ولا يجب الخجل من المناقشات الصادقة بشأن العدالة التعويضية لهم».

وأشار إلى أنه اعتباراً من العام 2016، تم تقدير وجود أكثر من 40.3 مليون شخص في العبودية الحديثة، 71% منهم من النساء والفتيات. وأفاد، بأن «الأطفال يمثلون واحدًا من كل أربعة من الذين يتم استعبادهم اليوم».

وحث بوزكير، أعضاء الجمعية العامة على «مواصلة العمل من أجل إنهاء التمييز والرق بكافة أشكاله وتحقيق المساواة والعدالة للجميع».

وتجارة الرقيق عبر الأطلسي، مصطلح يشير إلى تجارة العبيد الذين تم نقلهم عبر المحيط الأطلسي من القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر، حيث جلبت غالبيتهم العظمى من وسط وغربي إفريقيا، لبيعهم في أمريكا الشمالية والجنوبية.

وتعتبر الأمم المتحدة تجارة الرقيق عبر الأطلسي أكبر عملية ترحيل في التاريخ وتقع ضمن أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان في تاريخ البشرية.
ويجدر بالذكر بأنّ الممارسات العنصرية ضد داكني البشرة والسود استمرت بالوجود دوماً طوال تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، وتصاعدت أكثر في الفترة الأخيرة وأثيرت بعد مقتل المواطن الأمريكي الأسود البشرة جورج فلويد على يد شرطيّ أمريكي، مما أثار موجات من الغضب داخل وخارج أمريكا، في ظلّ أزمة اقتصادية متفاقمة تثقل بكاهلها بشكل غير متساوٍ عرقياً أيضاً ضمن المجتمع الأمريكي بسبب وجود تمييز سلفاً قائم حتى الآن بكثير من الحقوق الاقتصادية والأجور.

كما وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً وخاصة بعد التحريض العنصري ضد ذوي الأصول الآسيوية موجات من العنف والاضطهاد ضدّهم داخل أمريكا.

معلومات إضافية

المصدر:
وكالات + قاسيون