دبلوماسي صيني يواجه بلينكن: «الولايات المتحدة لا تملك المؤهلات لتكلّم الصين من موقع قوّة»!
في اللقاء الأول لهما وجهاً لوجه تناقلت كثير من وسائل الإعلام الصينية والأمريكية والعالمية دقائق من داخل الجلسة الأولى للاجتماع الذي ضمّ مسؤولين أمريكيين مع نظرائهم الصينيين في ألاسكا، في أنكوريج يوم أمس الخميس.
جمع اللقاء الذي يعرف بـ«2+2» وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن برفقة مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، ومن الجانب الصيني الدبلوماسي الصيني (مستشار الدولة) يانغ جيتشي مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي.
ويبحث اللقاء عدداً من القضايا، بما فيها السلاح النووي الكوري الشمالي، والعقوبات الأمريكية على الصين ولا سيما على شركات الاتصال، وهونغ كونغ، وغيرها...
وركّزت عدة وسائل إعلام على نقل مقاطع بالصوت والصورة من اللقاء حدث فيها أخذ وردّ بين الوفدين ولا سيما بين مشتار الدولة الصيني يانغ جيتشي، ووزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، حيث خاطب بلينكن الوفد الصيني بالقول:
«إننا سوف نناقش أيضاً جوانب قلقنا العميق إزاء الأفعال التي تقوم بها الصين، بما فيها في شينجيانغ، وهونغ كونغ، وتايوان، والهجمات السيبرانية على الولايات المتحدة، والقسر الاقتصادي الممارَس على حلفائنا. فكل واحدٍ من هذه الأفعال يهدّدُ النظام المستند إلى القواعد الذي يحافظ على الاستقرار العالمي. ولهذا السبب فإنها ليست مجرد شؤون داخلية، ولذلك نشعر بأنه من الواجب علينا إثارة هذه القضايا اليوم»
فردّ عليه الدبلوماسي ومستشار الدولة الصيني يانغ جيتشي، مذكّراً بأن الولايات المتّحدة تستخدم ذراعها الطويلة العسكرية والمالية للضغط على البلدان الأخرى وتحريض النزاعات عبر التدخل في الشؤون الداخلية للأمم الأخرى، حيث قال:
«حسناً، لا يمكنكم أن تلقوا باللوم بشأن هذه المشكلة على أحد آخر...» مضيفاً «فيما يتعلق بالهجمات السيبرانية، دعني أقول إنه من حيث القدرة على شنّ هجماتٍ سيبرانية أو التكنولوجيات التي يمكن نشرها، فإنّ الولايات المتحدة هي البطل في هذا المجال».
ليعود بلينكين فيقول:
«يجب علي أن أقول لكم أنّ ما أسمعه مختلف جداً عن الذي وصفتَهُ. إذ إنني أسمع رضاً عميق بأنّ الولايات المتحدة قد عادت، وأننا عدنا للانخراط مع حلفائنا وشركائنا. كما وأنني أسمع أيضاً قلقاً عميقاً حيال بعض الأفعال التي اتخذتها حكومتكَ»
فيرد عليه مستشار الدولة الصيني بالقول:
«حسناً، أعتقد أننا فكرنا جيداً جداً بالولايات المتحدة الأمريكية، ونعتقد بأنّ الجانب الأمريكي سوف يتبع البروتوكولات الدبلوماسية الضرورية. ولذلك فإنه بالنسبة للصين كان من الضروري أن نوضّح موقفنا؛ ولذلك دعني أقول هنا إنّه وأمام الجانب الصيني فإنّ الولايات المتحدة لا تمتلك المؤهلات التي تخوّلها القول بأنّها تريد أن تتحدّث إلى الصين من موقع قوّة. حسناً، الشعب الأمريكي بالطبع شعبٌ عظيم، ولكن الشعب الصين عظيم أيضاً بالطبع، بحيث لم يعانِ الشعب الصيني بما فيه الكفاية في الماضي من البلدان الأجنبية. وطالما أن النظام الصيني على حق، ومع حكمة الشعب الصيني، فليس ثمّة طريقة لخنق الصين».
كما انتقدَ يانغ جيتشي سجلّ الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص حقوق الإنسان، قائلاً:
«إنّ قضايا حقوق الإنسان لدى الولايات المتحدة متجذّرةٌ بعمق. إذ إنها لم توجد فقط خلال السنوات الأربع الماضية. إنّ ذبح الأمريكيين الأفارقة لطالما كان مشكلة».
بدوره انتقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي عقوبات الولايات المتحدة على الصين، ولا سيما التي فرضت على خلفية الإصلاح الانتخابي في هونغ كونغ عشية وصول الوفد الصيني إلى ألاسكا للاجتماع بالوفد الأمريكي، فقال يي:
«في اليوم الذي سبق وصولنا، فرضت الولايات المتحدة عقوباتٍ جديدة على الصين. لا أعتقد بأنّ هذه طريقة عادية لمعاملة الضيوف»
وقبل الاجتماع كان السفير الصيني في الولايات المتحدة، توي تيانكاي، قد صرّح لوسائل إعلام صينية: «الصين لا تتوقع من حوارٍ واحد أن يحلّ جميع القضايا بين الجانبين. ولذلك ليس لدينا توقعات عالية مبالغ بها، أو أوهام، بشأن الحوار المرتقب. آمل أن تكون هذه بداية، وأن يستطيع الحوار أن يطلق عملية حوار صريح وبنّاء وعقلاني، وتواصلٍ بين الجانبين. فإذا استطعنا تحقيق ذلك، أعتقد بأنّ هذا الحوار سوف يكون ناجحاً. وآمل أن يأتي الطرفان إلى هنا بشكل صادق، ويغادرا مع تفاهم متبادل أفضل».
وبعد الجلسة الأولى من الاجتماع عقد الوفدان جلسة ثانية، ومن المنتظر انعقاد جلسة ثالثةٍ وأخيرة لهذه الجولة.
المصدر: وكالات