المقاتلة F-35 «بالوعة جرذان» وفق رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس
انتقد آدم سميث، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، يوم أمس الجمعة، الطائرة الحربية F-35 الباهظة التكلفة، والتي تم التأكيد مؤخراً على فشل تحقيقها لشروط المقاتلة العَملياتية المنشودة، لاحتواء تصميمها على مئات الأخطاء، داعياً إلى «التوقف عن رمي الأموال في بالوعة الجرذان هذه بالذات» مستخدماً كلمة rathole العامية التي تعني حرفياً «حفرة الجرذ» ولا تخلو من السخرية والمهانة، وتستعمل لوصف حالة مزعجة ومسببة للضيق والخسارة.
وتأتي تصريحات سميث البارحة في اليوم نفسه الذي تم فيه الإعلان عن أنّ شركة لوكهيد مارتن فازت بتعديل عقد بقيمة 38.7 مليون دولار، للقيام بإعادة تقييم وتحليل شامل للمهام البرمجية واللوجستية لـ F-35 وتقييم قدرتها على تلبية متطلبات التشغيل المستقبلية، والتحقيق في التكلفة وخفض الوزن، وخيارات البرنامج وإجراء أنشطة النمذجة والمحاكاة، وغيرها... مع موعدٍ متوقّع لانتهاء التحليل في الشهر الأخير من العام الحالي 2021.
وقال جون توريسي، المتحدث باسم شركة لوكهيد مارتن، في تصريح لصحيفة Defense News «نتطلع إلى استمرار المشاركة مع الرئيس سميث والأعضاء الرئيسيين الآخرين في الكونغرس بشأن برنامج F-35 الحيوي خلال دورة تفويض الدفاع والاعتمادات القادمة»، زاعماً بأنّ «F-35 هي المقاتلة الأكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة في العالم اليوم».
وما زال مسؤولون في القوات الجوية متمسكين بالإبقاء على دور ما للطائرة F-35 التابعة لشركة Lockheed Martin ولو ضمن «مزيج من المقاتلات» إلى جانب طائرة Boeing's F-15EX واستبدال أقدم طائرات F-16 في الخدمة. وقال سميث «ما سأحاول القيام به هو معرفة كيف يمكننا الحصول على مزيج من الطائرات الهجومية المقاتلة الأكثر فعالية من حيث التكلفة. وأنا أقول لكم الآن أن جزءًا كبيرًا من ذلك يعتمد على عثورنا على شيء لا يجعلنا مضطرين إلى الاعتماد على طائرة F-35 لمدة 35 عامًا قادمة».
وأضاف «ماذا تقدم لنا طائرة F-35؟ وهل هناك طريقة لتقليص خسائرنا؟ هل هناك طريقة لعدم الاستمرار في إنفاق هذا القدر الكبير من المال لمثل هذه القدرة المنخفضة، لأنها كما تعلمون، تكاليف دعم قاسية».
وفشلت F-35 حتى الآن بأن تصبح مقاتلة ناجحة من الجيل الخامس، رغم أن مشروعها هو أغلى منصة أسلحة في العالم. حيث تبلغ تكلفة تحليق الطائرة من هذا الطراز 36000 دولار في الساعة الواحدة، وتبلغ تكلفة العمر الافتراضي للطائرة الواحدة 1.7 تريليون دولار.
ومنذ مطلع العام الحالي، كانت الطائرة F-35 لا تزال تكافح من أجل تلبية معدل القدرة على تنفيذ المهام المحدد كهدف لها؛ حيث يصف هذا المعدل النسبة المئوية للطائرات التي يمكنها تلبية مهمة واحدة على الأقل. ولكن تبيّن أنّ 69% فقط من سرب طائرات هذا الطراز استطاع تحقيق العتبة المطلوبة، وهي نسبة أقل بكثير من هدف الجيش الأمريكي البالغ 80%، الأمر الذي يعتبر فشلاً واضحاً.
وفي تصريحات أوسع تؤكد على أهداف أكثر تواضعًا وفعالية من حيث التكلفة للجيش، قال سميث إنّ على الكونغرس أن «ينظّف بجدية» برامج الأسلحة البنتاغون باهظة الثمن. وعلى الرغم من أن سميث يشغل منصبًا قويًا، بوصفه رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، إلا أن الطائرة F-35 تتمتع بدعم قوي في الكونغرس، وأعرب المشرّع عن أسفه لأن البلاد تبدو وكأنها «محاصرة في البرنامج»، مضيفاً «لقد أهدرنا مبلغًا هائلاً من المال على أنظمة الأسلحة التي إما لم تنجح على الإطلاق أو التي لم تفِ بوعودها... إنّ الفشل الذي ينتهي بنا الأمر إلى التسامح معه هو فشل على نطاق هائل جداً. فكروا في F-35».
هذا ويجدر بالذكر بأنّ أحد الأسباب التي تجعل القوات الجوية الأمريكية تعيد تقييم برنامج F-35 هو إقرار ضمني بأن الميزانيات الثابتة المتوقعة في المستقبل القريب قد لا تسمح للخدمة بشراء جميع طائرات F-35 البالغ عددها 1763 في برنامجها القياسي.
وفي تعبير عن السياق الدولي الحسّاس الذي يأتي ضمنه هذا الفشل الثقيل للمقاتلة الأمريكية قال الجنرال مارك كيلي، قائد عمليات القتال الجوي في البنتاغون: «إنّ الجغرافيا السياسية تتغير بوتيرة أسرع من برامجنا المسجَّلة... وبصراحة نحن بحاجة إلى قدرة كبيرة».
المصدر: Yahoo Defense News