خبراء في بعثة الصحة العالمية إلى الصين يكذّبون «نيويورك تايمز» ويتهمونها بتشويه آرائهم

خبراء في بعثة الصحة العالمية إلى الصين يكذّبون «نيويورك تايمز» ويتهمونها بتشويه آرائهم

نشرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة 12 شباط خبراً بعنوان «في جولة منظمة الصحة العالمية، رفضت الصين تسليم بيانات مهمة» مدّعيةً بأنّ «العلماء الصينيين رفضوا مشاركة البيانات الخام (الأولية) التي قد تقرب العالم من فهم أصول جائحة الفيروس التاجي، وفقًا ما قاله محققون مستقلون في منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة». وادّعت الصحيفة الأمريكية أيضاً بأنّ «المسؤولين الصينيين أخبروا الفريق الأممي بأنه ليس لديهم الوقت الكافي لتجميع بيانات مفصلة عن المرضى، وقدموا ملخصات فقط». ومن المزاعم التي ساقتها أيضاً أنّ «علماء منظمة الصحة العالمية قالوا إنهم مستمرون في الضغط على نظرائهم في الصين للحصول على البيانات الأولية الخام والمعلومات الأخرى».

ولكن نيويورك تايمز على ما يبدو ورّطت نفسها عندما ذكرت أسماء أربع خبراء من بعثة منظمة الصحة العالمية إلى الصين ناسبةً إليهم هذه المزاعم، ليأتي الردّ سريعاً من اثنين من هؤلاء الخبراء (الدكتورة ثيا كولسن فيشر، والدكتور بيتر دازاك) اللذين أقحمت الصحيفة اسمَيهما من بين «مصادر» معلوماتها.

ففي يوم 13 شباط، التالي لنشر المقال، ردّ خبير البعثة بيتر دازاك Peter Daszak بتغريدة على حسابه في تويتر يدحض فيها ادّعاءات نيويورك تايمز، حيث قال:
«لم تكن هذه تجربتي في مهمة منظمة الصحة العالمية. وأنا كقائد لمجموعة عمل الحيوان/البيئة وجدت الثقة والانفتاح مع نظرائي في الصين. وأؤكِّدُ أننا استفدنا من الوصول إلى البيانات الجديدة الهامة طوال الوقت. كما وأؤكّد بأننا قمنا بزيادة فهمنا للمسارات غير المباشرة المحتملة. وشملت البيانات الجديدة اختبار جثث الحيوانات وبيئتها، وأسماء المورِّدين لسوق هوانان، وتحليلات الوفيات الزائدة في هوباي، ومجموعة من الأعراض الشبيهة بالفيروس لأشهر سابقة، وبيانات التسلسل المرتبطة بالحالات المبكرة وزيارات الموقع مع أسئلة وأجوبة مباشرة لم يتم التحقق منها وما إلى ذلك. وكل ذلك موثق في تقرير سوف يصدر قريباً!»

وسرعان ما انضمت بعد ذلك خبيرة البعثة البروفسورة ثيا فيشر Thea Fischer لتشارك زميلها الاحتجاج على تشويهات نيويورك تايمز، فغرّدت قائلة:
«لم تكن هذه تجربتي أيضاً على الجانب الوبائي. لقد قمنا ببناء علاقات جيدة بين الفريقين الوبائيين الصيني والأممي، وانعكس ذلك بالسماح بالحجج الساخنة وبمستوى عميق من المشاركة في الغرفة. لقد تم تشويه اقتباسات من كلامنا بشكل متعمَّد، مما يحجب بالظلال عملاً علمياً مهماً».

ليعود زميلها دازاك ويؤكّد على رأيها ويعلق:
«اسمعوا! اسمعوا! من المخيب للآمال أننا أنفقنا وقتاً مع الصحفيين نشرح لهم النتائج الرئيسية لعملنا المرهق الذي استمر لمدة شهر في الصين، لنرى بعد ذلك أن زملاءنا قد تم الاقتباس من تصريحاتهم بشكل انتقائي بطريقة تتلاءم مع رواية ووصفة جاهزة مسبقاً قبل بدء العمل. عارٌ عليك يا نيويورك تايمز!»

يجدر بالذكر أنّ وسائل إعلام وشاشات عربية كبيرة معروفة قامت أيضاً بـ«نَسخ» رواية الصحيفة الأمريكية كما هي، وإعادة نشرها وبثّها دون التحقق منها، متجاهلة ردود خبراء منظمة الصحة العالمية.

المصدر: الحسابات الرسمية لخبيرين من بعثة الصحة العالمية إلى الصين + نيويورك تايمز