استطلاع رأي: «ثلث الأمريكيين يرفضون لقاح كورونا أو يميلون لرفضه» وأحد الأسباب تاريخ أمريكا العنصريّ

استطلاع رأي: «ثلث الأمريكيين يرفضون لقاح كورونا أو يميلون لرفضه» وأحد الأسباب تاريخ أمريكا العنصريّ

وفقًا لاستطلاع جديد للرأي أجراه مركز «نورك – أسوشييتد برس لأبحاث الشؤون العامة»، ونشرت هذه الوكالة الأمريكية نتائجه أمس الأربعاء، فإنّ حوالي 1 من كل 3 أمريكيين بالغين إمّا أكّدوا أو رجَّحوا أنّهم غير راغبين بأن يتمّ تطعيمهم بلقاح كوفيد-19. الأمر الذي يشكل تحدّياً لخطة التطعيم الطموحة لإدارة بايدن، وقد يؤخّر وصول المجتمع الأمريكي إلى «مناعة القطيع»، التي يقول خبراء بأنها تحتاج تطعيم ما بين %70 إلى 85% من السكان، لإيقاف الوباء الذي أودى بحياة ما يقرب من 470.000 أمريكي حتى الآن.

وفي التفاصيل، شمل الاستطلاع 1055 بالغًا، وأجري بين 28 كانون الثاني إلى 1 شباط من العام الجاري، ووجد أنّ 67% من الأمريكيين يخططون للتطعيم أو فعلوا ذلك بالفعل، ولكن 15% متأكدون من أنهم لن يقبلوا أخذ اللقاح، و17% يرجّحون بأنهم لن يأخذوه. وأعرب الكثيرون عن شكوكهم حول سلامة اللقاح وفعاليته، ولا سيما لدى الأعمار الشابة، وأصحاب الشهادات الجامعية، والأمريكيين السود والجمهوريين.

من بين أولئك الذين قالوا إنهم بالتأكيد لن يحصلوا على اللقاح، أعرب 65% عن مخاوفهم بشأن الآثار الجانبية، وقالت النسبة نفسها تقريبًا من المستطلعين إنهم لا يثقون في لقاحات كوفيد-19. وقال 38% إنهم لا يعرفون إن كان اللقاح سينفعهم أم لا وإنهم لا يثقون بالحكومة الأمريكية.

ويرى ويليام هاناج، الخبير في الأمراض بجامعة هارفارد بأنّ تطعيم نسبة 67% فقط من السكان غير كافٍ على الإطلاق لتحقيق المناعة المجتمعية المطلوبة. وحتى الآن فإنّ حوالي 33.8 مليون أمريكي أو 10% من السكان، تلقوا جرعة واحدة على الأقل، وتم تطعيم 10.5 مليون بشكل كامل، وفقًا للمراكز الأمريكية السيطرة على الأمراض والوقاية منها. واللقاحات هي من شركات فايزر/بيونتك وموديرنا.

وكان لافتاً أنّ نسبة رفض التطعيم بلقاح كوفيد-19 أو قلة الرغبة فيه، أكبر بكثير لدى الأمريكيين السود مقارنة بالبيض حيث أكّد 57% بأنهم لن يقبلوا التطعيم به، في حين أعرب 68% عن شكوكهم بأنهم قد يأخذونه. ويبدو بأنّ أحد الأسباب المهمة متعلق بالتاريخ العنصري الإجرامي والإبادة الجماعية التي مارستها السلطات الأمريكية ضدّ السود ولا سيّما التجارب الطبية المروِّعة التي طبقتها عليهم وكأنهم «فئران تجارب». حيث لفتت وكالة أسوشييتد برس بشكل صريح إلى هذه النقطة بقولها «إنّ خبراء الصحة العامة لطالما عرفوا أن بعض الأمريكيين السود لا يثقون بالمؤسسة الطبية بسبب تاريخها من الانتهاكات، بما في ذلك دراسة توسكيجي سيئة السمعة، والتي تُرك فيها المرضى السود المصابون بمرض الزهري (السيفلس) دون علاج حتى يتمكن الأطباء من دراسة المرض».

المصدر: أسوشييد برس + قاسيون