أمريكا تعود لتمويل الصحة العالمية وتنوي متأخرةً الانضمامَ إلى «كوفاكس»

أمريكا تعود لتمويل الصحة العالمية وتنوي متأخرةً الانضمامَ إلى «كوفاكس»

أعلن أنطوني فاوتشي (كبير المستشارين الطبيين المزمن لعدة إدارات أمريكية سابقة بما فيها إدارة بايدن الحالية)، بأن بلاده سوف تستأنف المساهمة في تمويل منظمة الصحة العالمية، وذلك في مداخلة له عبر الفيديو أثناء اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية عُقِدَ اليوم الخميس في جنيف.

وفي خطوة متأخرة بالنسبة للدولة التي تحوي أكبر رؤوس الأموال الصناعية الدوائية في العالَم وتجني شركاتها أعلى الأرباح من تجارة اللقاحات، أعلن فاوتشي أيضاً بأنّ «الرئيس بايدن سيصدر توجيهاً في وقت لاحق اليوم والذي سيتضمن نية الولايات المتحدة للانضمام إلى COVAX ودعم تسريع الوصول ACT-Accelerator لتعزيز الجهود المتعددة الأطراف للقاح COVID-19 والتوزيع العلاجي والتشخيصي والوصول العادل والبحث والتطوير».

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر الممول الأكبر للمنظمة، قد اتبعت تحت إدارة ترامب منذ شهر تموز 2020 سلوكاً يجعلها عملياً بحكم المنسحبة من المنظمة، وتوقفت عن دفع التزاماتها المالية لها طيلة الأشهر الستة الماضية، والتي كانت من أنّ أقسى فترات انتشار الوباء عبر العالَم، لدرجة اضطرت مدير المنظمة (تيدروس أدهانوم غيبريسوس) أن يعلن في 18 من الشهر الجاري أنّ «العالم على شفا فشل أخلاقي كارثي، وسوف يتم دفع ثمن هذا الفشل في الأرواح وسبل العيش في أفقر دول العالم».

ووضع بايدن لنفسه طموحاً عالياً جداً ومهمّة صعبة، وهي تلقيح 100 مليون أمريكي في الأيام الـ100 المقبلة، أيْ تلقيح مليون شخص كل يوم، ولكن ما زالت التساؤلات والشكوك قائمة خارج وداخل الولايات المتحدة عن مدى قدرة الإدارة الجديدة بقيادة بايدن، على إحداث تغيير جدّي عن مسار الانحدار الصحي الكارثي، على الأقل في الداخل الأمريكي نفسه، قبل الخارج. ومع نيتها الجديدة بالاشتراك بمبادرة «كوفاكس» العالَمية، تثار شكوك أيضاً إنْ كان لدى الولايات المتحدة النية أو القدرة على أيّ تأثير إيجابي على توزيع اللقاحات عالمياً ولا سيما للدول الفقيرة دون مزيدٍ من النهب والاستغلال، علماً أنّ بعض الولايات الأمريكية نفسها تواجه صعوبات ونقص في عملية تطعيم الفئات ذات الأولوية، ونقلت صحيفة «الإندبندت» البريطانية، أمس الأربعاء، عن حصول انتهاء بصلاحية جزء من لقاحات كوفيد-19 التي سبق أن وزعتها الحكومة الفيدرالية إلى الولايات، بسبب الفوضى وضعف التنظيم والتنسيق، الذي جعل ولايات أمريكا لا تعرف إحصاء العدد المطلوب تطعيمه لديها من شرائح الفئات ذات الأولوية (الكوادر الصحية والمسنّين وذوي الأمراض المزمنة) وتستنجد من أجل الدعم من الحكومة الفيدرالية المركزية.

وتجاوز عدد الوفيات في الولايات المتحدة حتى اليوم عتبة 400 ألف منذ بدء تفشي الوباء. هي الدولة التي تسجّل أكبر عدد وفيات جرّاء الوباء في العالم وأكبر عدد إصابات أيضاً (أكثر من 24,4 مليوناً).

معلومات إضافية

المصدر:
وكالات + قاسيون