إصابة "مليون" طفل أمريكي بكوفيد-19... واحتجاجات في الشارع الأمريكي على إعادة فتح المدارس!
وفقا للبيانات الصادرة عن جامعة هوبكنز الأمريكية، فمنذ بداية انتشار كوفيد-19 في الولايات المتحدة، تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس 250 ألف، وتجاوز عدد الإصابات 11.4 مليون حالة... ما يلفت الانتباه، أن هذه الحالات ضمت أكثر من مليون طفل أمريكي، ما يعني أن 1 من أصل كل 9 حالات تكون لطفل.
ووفقا للتقرير الصادر عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) وجمعية مستشفيات الأطفال (CHA) في الـ16 من تشرين الثاني الجاري فأن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد من البالغين وأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة بعد الإصابة.
مع ارتفاع معدل إصابات الأطفال في الأيام الأخيرة، بدأ الكثيرون بالاهتمام بالصدمات الجسدية والنفسية التي تسببها إصابة الأطفال بالفيروس. كما بدأ الكثير من الأمريكيين بالتشكك في مدى صحة الإجراءات الحكومية الإجبارية لاستئناف الدراسة وإعادة فتح المدارس، ونزل المزيد والمزيد من الأمريكيين إلى الشوارع احتجاجا على إعادة فتح المدارس في الولايات المتحدة.
ووفقا لتقرير صادر عن "نيويورك تامز"، نشر سكوت أطلس، مستشار البيت الأبيض للوقاية والسيطرة على كوفيد-19، تصريحات مذهلة ومتناقضة، مثل "عدوى فيروس كورونا الجديد لا تنتشر بين الأطفال ومعدل الوفيات بين الأطفال منخفض جدا" و"هناك مجموعة من الأطفال أصبحت محصنة ضد الإصابة بالفيروس"...
وأشار العديد من خبراء القطاع الصحي في الولايات المتحدة إلى أنه بالرغم من انخفاض معدل الوفيات بين الأطفال المصابين، لكن هذا ليس سببا منطقيا أو كافيا لإعادة فتح جميع المدارس في الولايات المتحدة. لأن هؤلاء الأطفال المصابين قد يصبحوا مصدرا للعدوى بين أفراد أسرهم ومعلمونهم في المدارس، ما قد يسرع من وتيرة انتشار الفيروس في الولايات المتحدة.
قال بول إكين، طبيب طوارئ الأطفال بمركز كابيولاني الطبي في الولايات المتحدة، إنه قد يتزامن ظهور أعراض الإصابة بـ "MIS-C" وهو إحدى المضاعفات الشديدة التي قد تظهر على الأطفال المصابة بالفيروس، وتضم الأعراض الرئيسية لهذا المرض ارتفاع درجة الحرارة، والتهاب العينين والقيء والإسهال الشديد. وقد يتبع ذلك ظهور سلسلة من المشاكل في الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى الخمول وقد يؤدي كذلك إلى الوفاة في أخطر الحالات. هناك تأثيرات سلبية كبيرة على وظائف القلب تسببها إصابة الأطفال بكوفيد-19، فلا يمكن للأطفال الذين سبق لهم الإصابة بالفيروس المشاركة في أي نشاط رياضي.
وبالرغم من أن العديد من الأبحاث الطبية قد أثبتت الأضرار المحتملة التي قد يؤدي إعادة فتح المدارس الأمريكية في الوقت الحالي إلى حدوثها، إلا أن بعض الحكومات المحلية في الولايات الأمريكية تصر على إعادة فتح المدارس، بينما لم تطبق المدارس تدابير الوقاية من كوفيد19- بشكل شامل وعلمي. قام العديد من المعلمين باحتجاجات لمعارضة قرارات الحكومات.
كما قام أولياء أمور الطلاب باحتجاجات في بعض الولايات. ففي مدينة ليكوود بولاية أوهايو، اجتمع أولياء أمور الطلاب في مدرسة ليكوود الثانوية للاحتجاج على قرار إعادة فتح المدارس، ومطالبة إدارة المدرسة بوضع سلامة الطلاب والمعلمين كأولوية قصوى.
من ناحية أخرى، تجلب الإصابة بكوفيد-19 للأطفال تأثيرات سلبية على مستويات مختلفة. وأشار مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة "CDC"، إلى أن مقارنة بعام 2019، زادت نسبة زيارات أطباء الأطفال النفسيين في الولايات المتحدة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-11 و12-17 عامًا بنسبة 24% و31% على التوالي.
كما أشار خبراء بالقطاع الصحي إلى أن الصحة النفسية والعقلية للأطفال المصابة قد تشهد تأثيرات سلبية على المدى الطويل ما قد يؤثر سلبيا على صحتهم البدنية بشكل عام.
ووفقا لتقرير صادر عن صحيفة "ليلوس" الأمريكية، فقد حذف "CDC" قرارات إعادة فتح المدارس. وتعتقد الصحيفة أن التوجيهات والقرارات المحذوفة تستهدف مساعدة إدارة ترامب في إعادة فتح المدارس ، فمن الواضح أن أطفال الولايات المتحدة سيكونون "ضحية" استئناف حركة الاقتصاد الأمريكي. وأن السياسات التي تنفذها الحكومة الأمريكية تتجاهل الصحة الجسدية والنفسية للأطفال وغضب الشارع الأمريكي.