في اتصال مع أوباما.. بوتين يدعو إلى عدم التضحية بعلاقات البلدين بسبب الخلافات
بحث الرئيس الروسي فلايديمير بوتين مساء الخميس 6 مارس/آذار 2014 الوضع في أوكرانيا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مؤكدا أنه لا يجوز لموسكو وواشنطن التضحية بعلاقاتهما بسبب قضايا دولية معينة وإن كانت مهمة للغاية.
وجاء في بيان صدر صباح الجمعة عن الدائرة الصحفية للكرملين: "خلال المناقشة (بين الرئيسين) برز اختلاف في المواقف وفي تقييمات أسباب نشوب الأزمة والتطورات الحالية".
وشدد الرئيس الروسي خلال المكالمة على أن القيادة الأوكرانية الحالية تفرض على مناطق شرق وجنوب شرق البلاد قرارات غير شرعية.
وأضاف الكرملين: "لا يمكن لروسيا أن تتجاهل الدعوات الموجهة اليها لتقديم مساعدات وهي تقوم بخطوات مناسبة بمراعاة تامة للقانون الدولي".
كما أكد بوتين على أهمية العلاقات الروسية-الأمريكية بالنسبة للاستقرار والأمن العالميين.
وشدد البيان على أنه "لا يجوز التضحية بهذه العلاقات بسبب خلافات حول قضايا دولية معينة وإن كانت مهمة جدا".
واتفق رئيسا البلدين على أن يواصل وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري اتصالات مكثفة بشأن أوكرانيا. وأكدت الدائرة الصحفية للكرملين أن المكالمة الهاتفية جاءت بمبادرة الجانب الأمريكي.
أوباما يقترح سيناريو دبلوماسي للخروج من الأزمة
بدوره أعلن البيت الأبيض في بيان له أن أوباما أكد لبوتين وجود إمكانية لتسوية الوضع في أوكرانيا بالسبل الدبلوماسية. وجاء في بيان البيت الأبيض: "أكد الرئيس أوباما أن هناك سبيلا لتسوية الوضع بطريقة دبلوماسية يضمن مصالح روسيا والشعب الأوكراني والمجتمع الدولي".
وشدد الرئيس الأمريكي، حسب البيان، على أن خطوات روسيا تجاه أوكرانيا تعتبر انتهاكا لسيادة ووحدة أراضي هذا البلد، وهذا ما دفع واشنطن بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين الى اتخاذ عدة خطوات، وذلك في إشارة الى عقوبات ضد مسؤولين روس، أعلنت واشنطن عنها الخميس. وذكر البيان أن جزءا من الحل الذي يقترحه أوباما، يتمثل في إجراء مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا بوساطة دولية، وذلك بالإضافة لإرسال مراقبين دوليين الى أوكرانيا، كي يضمنوا حماية حقوق جميع الأوكرانيين بمن فيهم الناطقين باللغة الروسية. كما ينص مقترح أوباما، حسب البيان، على عودة القوات الروسية الى قواعدها، في حين يوحّد المجتمع الدولي جهوده من أجل دعم الشعب الأوكراني بينما يستعد الأخير لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو/أيار المقبل.
وذكر أوباما أن وزير خارجيته سيواصل خلال الأيام القادمة المحادثات مع نظيره الروسي والحكومة الأوكرانية والشركاء الدوليين الآخرين، من أجل إقناعهم بالمقترحات الأمريكية. وسبق أن أعلن الطرف الروسي أن جنود أسطول البحر الأسود في جمهورية القرم موجودون في أماكن مرابطتهم، وفي هذا السياق قال الرئيس بوتين يوم الثلاثاء للصحفيين إنه لا يرى في الوقت الراهن ضرورة لإرسال القوات الروسية الى شبه جزيرة القرم. ولم يستبعد الرئيس في الوقت نفسه نشر قوات في الدولة الجارة، لكنه شدد على أن هذا الإجراء لن يتخذ إلا "في حالة استثنائية" لحماية المواطنين.
وأوضح أن مثل هذه الخطوة ستكون شرعية، إذ أنها تتناسب مع نداء الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي طلب من موسكو حماية مواطني بلده، مشددا على أن فيكتور يانوكوفيتش من وجهة النظر القانونية هو الرئيس الشرعي الوحيد لأوكرانيا، مضيفا أنه لا يملك حاليا أية سلطة حقيقية. كما قال بوتين إن أوكرانيا شهدت انقلابا حقيقيا واستيلاء مسلحا على السلطة.