بيان من قيادة جبهة التغيير والتحرير حول اجتماع الرياض
توقفت قيادة جبهة التغيير والتحرير عند الدعوة السعودية المشبوهة لعقد اجتماع في الرياض لقوى المعارضة السورية، ورأت بهذا الخصوص أن السعودية تعمل على إفشال نتائج «فيينا» عبر انحيازها السافر لطرف معارض بعينه، هو «الائتلاف الوطني»، كما تبين من خلال التحضيرات لاجتماعها المذكور، في محاولة، بائسة وغير مسؤولة، لتكرار ما جرى في «جنيف2»، عندما تم تعويم وفرض «الائتلاف» «ممثلاً شرعياً ووحيداً» للمعارضة، وللشعب السوري، ما أسهم عملياً وإلى حد كبير في إفشال الاجتماع، في حينه.
كما أن السعودية، من خلال هذا السلوك، إنما تحاول فرض فئات من الإرهابيين والمسلحين التابعين لها مباشرة، وإظهارهم وتعويمهم كـ«مسلحين معتدلين»، وذلك كاستباق على وضع قائمة متوافق عليها إقليمياً ودولياً للمنظمات الإرهابية، كما نصت عليه نتائج «فيينا»، التي شكلت ملامح انفراج حقيقية للمشهد السوري.
إن السعودية، بسلوكها هذا، تريد إفشال مسار «جنيف1- فيينا» من داخله، وتحميل المعارضة السورية هذا الفشل. وعلاوة على ذلك، فهي تتجاوز وتتنافى مع مقررات الاجتماع الأخير في فيينا، الذي كلف المبعوث الدولي إلى سورية، بصفته التمثيلية، التواصل مع أطياف المعارضة السورية كلها، لتشكيل وفدها المقابل لوفد النظام على طاولة الحل السياسي للأزمة السورية.
إن السعودية، بطريقة دعوتها للمعارضة السورية اليوم، إنما تحاول تبييض صفحتها ظاهرياً أمام المجتمع الدولي بادعائها أنها مع «الحل السياسي» للأزمة، في حين أنها عملياً، عبر سلوكها المستمر، تعمل على إفشاله، عبر النفخ في أسطوانة «حلول الإسقاط والحسم»، مسوّقة ذلك تضليلياً على أنه تعبير عن «رغبة الشعب السوري».
إن المطلوب من المعارضة السورية أن تتحمل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية تجاه آلام السوريين المتفاقمة على الصعد كافة، وأن تلتقي حقاً لتشكيل وفدها كخطوة مطلوبة في إطار الانتقال إلى الحل السياسي للأزمة، الكفيل بتحقيق مهمتي إعادة توحيد السوريين في مواجهة الإرهاب، وإطلاق عملية التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والعميق والشامل، سياسياً واقتصادياً اجتماعياً، ولكن الاجتماع المنشود لقوى المعارضة السورية ينبغي أن يكون في مكان محايد، لا يدعم أي طرف من أطراف الصراع، ولا يحاول فرض رؤيته على المشاركين.
دمشق 7/12/2015
قيادة جبهة التغيير والتحرير