بوغدانوف لـRT: الوضع الإنساني في سورية يزداد سوءا ويجب ألا يتأخر إطلاق العملية السياسية

بوغدانوف لـRT: الوضع الإنساني في سورية يزداد سوءا ويجب ألا يتأخر إطلاق العملية السياسية

المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ضيف برنامج "قصارى القول" على قناة روسيا اليوم لتسليط الضوء على مؤتمر "جنيف-2"، الذي تختلف حوله الآراء والمواقف، ففي حين يرى البعض أنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السورية ووضع حد لإراقة الدماء، لا ترغب دول كثيرة في عقده

س- لدينا معلوات بأنكم ستذهبون إلى جنيف مطلع الشهر المقبل للقاء الإبراهيمي وشركائكم الأمريكيين، هل لكم أن تطلعونا على التحضيرات لمؤتمر "جنيف-2"؟

في مطلع مايو/ أيار من هذا العام، واثناء زيارة وزير الخارجية الامريكية جون كيري إلى موسكو، تقدمت روسيا والولايات المتحدة بمبادرة، اتفق عليها وزيرا الخارجية، وحظيت بموافقة الرئيس فلاديمير بوتين. وهي تنص على حتمية تطبيق بنود اتفاقية "جنيف-1" كافة، والتي أبرمت في الثلاثين من حزيران/يونيو من عام الفين واثني عشر، ووضع الوزيران حينها هدفَ عقد اجتماع آخر في اقرب وقت. حينئذٍ اقترح الامريكيون عقدَ "جنيف-2" قبل نهاية مايو/أيار من العام الجاري، وقد اصطُلح على تسميته أيضا باسم المؤتمر الدولي. ومنذ ذلك الحين نعمل مع زملائنا الامريكيين ومع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي تحضيرا لهذا المؤتمر. وبرأينا، فان الأعمال التحضيرية بلغت مراحلها النهائية. وكما ذكرتم، فمن المقرر أن نلتقيَ للتشاور في جنيف مع الزملاء الاميركيين ومع الأخضر الإبراهيمي والفريق المرافق لهما في الخامس من نوفمبر تشرينَ الأول المقبل. وأَود الاشارة هنا الى أننا سنعقد ايضا في نفس الموعد تقريبا جلسة لممثلي الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن لمناقشة "جنيف-2". ولا تفوتني هنا الإشارة إلى أنه كان ثمة قرار يدعو الى توسيع عدد المشاركين في اعمال "جنيف-2"، وبالتالي فإن مشاركةَ زملاء من الصين وفرنسا وبريطانيا امر ينسجم مع المقترحا ت السابقة، التي كان الوزير سيرغي لافروف قد قدمها اثناء اللقاء، الذي عقد نهايةَ سبتمبر/ايلول في نيويورك، في مكتب الأمين العام للامم المتحدة. وكنا قد اتفقنا على اللقاء بالتشكيلة نفسها في جنيف لمناقشة المسائل التحضيرية للمؤتمر. نحن نعتقد بضرورة عقد المؤتمر باسرع وقت، انطلاقا من أن الشعب السوري يفقد أعدادا جديدة من الضحايا كل يوم، وتتدمر البنية التحتية للبلاد، ويزداد الوضع الانساني سوءا. ومن هنا نقول إنه لا يجب التأخر في إطلاق العملية السياسية، التي يمكن في اطارها حل القضايا الأخرى وفي مقدمتها القضايا الانسانية.

س- ذكرتم أن الاجتماع التحضيرلاي سيكون في الخامس من الشهر القادم وبمشاركة ممثليي الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن، فعلى أي مستوى سيكون هذا الاجتماع؟ نعم كما في السابق، إن هذه اللقاءات تجرى بين الاخضر الابراهيمي وفريقه، الذي يضم نائب الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيف فيلتمان وناصر القدوة وزير خارجية فلسطين السابق. اما فيما يتعلق بروسيا والولايات المتحدة فستمثلان على مستوى نواب وزير الخارجية – أنا والسيد غينادي غاتيلوف سنمثل بلادنا في لقاء "جنيف-2"، ونأمل أن يشاركَ الزملاء الغربيون والصينيون بنفس المستوى.

س- وصفتم اللقاء بأنه سيكون حاسما، هل لأن الأمور وصلت إلى نهاياتها، أو أن لديكم قناعة بأن الفرقاء السوريين سيحضرون؟ نحن نعول على انجاز عمل كبير في اطار التحضير للمؤتمر، وقمنا بتبادل الافكار حول مواضيع مختلفة دوريا، وتحديدا ما يتعلق بمكان عقد المؤتمر والهدف منه. اذ لا توجد لدينا خلافات بهذا الشان، ويعمل الامين العام وممثلو الامم المتحدة بنشاط لاعداد الوثائق المطلوبة للمؤتمر. والحديث هنا يدور بالدرجة الاساس عن نص الدعوة، التي سيوجهها الامين العام الى الفرقاء المعنيين، سواء من الجانب السوري الحكومة والمعارضة، والى اللاعبين الخارجيين ودول الجوار وعدد آخر من الدول الاقليمية. إضافة الى بلدان قد تساعد بشكل فعال في انجاح اعمال المؤتمر، وفي انجار القرارات التي ستصدر عنه. ولذا نؤكد ضرورة عدم المماطلة في تحديد موعد "جنيف-2"، ونرى في اي مماطلة عملا عبثيا. وفي حقيقة الامر، فإن هنالك بعضَ القضايا التي لم تجد لها حلا الى الان، ويرتبط ذلك بمشاركة المعارضة السورية - من سيقوم بتنفيذها؟ وباي شكل؟ فهذه القضايا يجب أن تجد لها حلولا سريعة.

س- أغلب فصائل المعارضة، وخاصة المسلحة منها، تقول إنها لن تشارك في هذا المؤتمر، برأيكم إلى أي مدى سيؤثر هذا الامتناع على نجاح المؤتمر؟..

بالأمس التقيتم مع مساعد وزير خارجية قطر ويبدو أنكم وجدتم لغة مشتركة، هل تأتي هذه الزيارة في إطار التحضير لجنيف؟ وهل أصبحت قطر عنصرا فاعلا في التحضير لهذا المؤتمر؟ نأمل من كل اللاعبين المؤثرين والدول التي تستطيع المساهمة في تسوية الازمة السورية ان تظهر قدْرا كبيرا من المسؤولية، وأن تتصرف بشكل بناء. نعم! أمس اجريت مشاورات مفصلة مع زملائنا القطريين، وكنا متفقين إزاء اهداف مؤتمر "جينف-2"، وضرورة عقده بسرعة. ونتطلع ان تتخذ دول اقليمية اخرى مؤثرة الموقف نفسه واقصد هنا دولَ الجوار تركيا والعراقَ والاردنَ ولبنانَ وبلدانا اخرى مثل السعودية ومصر، التي تستطيع ايضا لعب دور بناء مهم. بهذا الصدد، فإن جولة العمل، التي يقوم بها الاخضر الابراهيمي تعد من وجهة نظرنا نشاطا ضروريا ومهما. لقد زار الابراهيمي عواصم غالبية الدول الاقلميية والتقى مع قادتها، وزار ايران التي تعتبر مشاركتها في المؤتمر بالنسبة لنا امرا مطلوبا. وفي دمشقَ التقى الرئيس بشار الاسد واعضاءً في القيادة السورية، واجتمع بممثلي المعارضة الداخلية ونامل بأن يطلعنا الابراهيمي في الخامسِ من نوفمبر/تشرينَ الثاني اثناء اللقاء في جنيف على تفاصيلِ اتصالاته وعن انطباعاته وعن موقف ممثلي المعارضة، الذين التقاهم، ولا يزالُ مستمرا في اتصالاته النشطة معها. اما الجماعات التي تواصل الأعمال المسلحة، فبينها مجموعات متشدده كما تعلمون مثلَ جبهة النُصرة ودولة العراق والشام الاسلامية. وهاتان المجموعتان على صلة بالقاعدة كما معروف، وادرجها المجتمع الدولي والولا يات المتحدة ضمن قائمة المجموعات الارهابية، وبالتالي فلا يمكن التعويل على مشاركتها. واسمحوا لي بهذا الصدد التذكير بأن قادةَ الدول الكبرى بمن فيهم رؤساء روسيا والولايات المتحدة وفرنسا ورئيس الحكومة البريطانية اتفقوا في قمة الثماني في إيرلندا على ضرورة قيام الحكومة السورية والمعارضة بتوحيد الجهود لمكافحة الارهابين في سورية وطردهم من اراضيها.

س- للأسف يبدو أن هذا لم يتحقق إلى الآن، هل أن الولايات المتحدة رفعت الفيتو فيما يتعلق بمشاركة إيران، أي هل نتوقع حضورا إيرانيا في هذا المؤتمر؟

نحن نعتقد أن الاوضاعَ تتغير وتصبح اكثر واقعية. الأمر الذي يجعلنا نؤكد ضرورة مشاركة جميع اللاعبين المؤثرين في اعمال مؤتمر "جنيف-2"، وهذا يشمل ايران والسعوديةَ والدول الاخرى فنحن بحاجة الى نقل الصراع السوري من الحالة الدموية، التي يعيشها والتي استطالت منذ ثلاث سنوات الى القنوات السياسية والعمل البناء. واقصد بذلك تنفيذ بنود اتفاق "جنيف-1" الذي عقد في الثلاثين من يونيو/حزيران من العام الماضي. ولذلك فإن دعوة أو عدم دعوة اللاعبين الخارجيين المؤثرين يشكل موضوعا مهما براينا. ولكن هذا لا يعني ان امتناع هذا الطرف الخارجي او ذاك عن حضور المؤتمر سوف لن يؤثر على الاحداث. ذلك لان هذه الاطراف لن تختفيَ من خريطة العالم وستبقى عنصرا مؤثرا في الشان السوري، بالنظر لانها من الدول المجاورة سواء حضروا المؤتمر ام لم يحضروا. لكننا نفضل ان يشاركوا في اعمال المؤتمر على قاعدة الدعوة المتفق عليها، والتي حددت الهدف الاساس لـ"جنيف-2". وفي هذه الحالة فان الدول المشاركة كافة ستتحمل مسؤولية نجاح المؤتمر والمساعدة في التوصل الى حلول وسط ضمن الحوار السوري السورين الذي نعتبره اساس المؤتمر، وكذلك المشاركة في تطبيق القرارات، التي سيتفق عليها في "جنيف-2". واعتقد ان الدعم والمساعدة لانجاز القرارات سيكون أمرا ايجابيا وفعالا، ولذا تصر روسيا على مشاركة الدول المؤثرة والاقليمية منها خاصة في المؤتمر. واذا لم توجه الدعوة إلى جهة ما فهذا يعني انها تقع خارج اطار عملنا المشترك. وهذا امر يجعلها تتنصل من نتائج المؤتمر.

س- بعض الدوائر تتحدث عن أن المملكة العربية السعودية تضع اشتراطا بأنها لن تشجع على عقد المؤتمر إذا شاركت فيه إيران، كيف يمكن إيجاد حل وسط من أجل أن تشارك جميع الأطراف الإقليمية المعنية؟

نحن ننطلق من ان من يريد مساعدة الشعب على الخروج من المحنة، التي يعيشها، عليه اتباع اسلوب بناء للوصول الى طريق التسوية السياسية وانهاء الطريق الدموي المسدود، الذي تعيشه البلاد. وعليهم ان يدركوا ان طرح شروط مسبقة حول بدء المؤتمر او بصدد المشاركين يجعل عقد المؤتمر صعبا جدا. ولكي نستطيع اطلاق العملية السياسية باسرع وقت ممكن، علينا التعجيل بعقد المؤتمر لان الوقت لا ينتظر ونزيفَ الدم في سورية لا يتوقف. اما فيما يتعلق بالعلاقات العربية الايرانية، فاننا نامل أن تحصل تطورات ايجابية –الان في جنيف، وبعد لقائنا التحضيري للمؤتمر، فان لقاء للسداسية سيعقد مع إيران حول البرنامج النِووي . بالطبع إن هذه العمليات غير مرتبطة بعضها ببعض مباشرة، ولكنها تساعد في تحسين الاجواء العامة لعلاقات ايران سواء مع الدول العربية او الغربية ومع الولايات المتحدة. وينبغي العمل على توسيع هذه الاجواء الايجابية التي ستساهم في الحل السوري. وهنا أَود التذكير بعملية نزع السلاح الكيماوي في سوريا على اساس انضمام سوريا الى معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية وفي اطار قرار مجلس الامن واحد وعشرون ثمانيةَ عشر الذي صدر في سبتمبر ايلول الماضي بالاجماع عن مجلس الامن الدولي. وينبغي التذكير بأن هذا القرار واضح المعاني ويشدد على ضرورة تطبيق بنود بيان "جنيف-1" والدعوة إلى مؤتمر "جنيف-2".

س- الائتلاف الوطني المعارض السوري أصدر بيانا بخصوص الأنباء التي تحدث عن استخدام جديد للأسلحة الكيميائية وقال إن هذه الأنباء عارية عن الصحة، طالب فيه أن تكون موسكو موضوعية وحيادية في تعاملها مع الفرقاء السوريين. هل لدى موسكو معلومات عن استخدام الكيميائي؟

كنا منذ البداية ضد استخدام الاسلحة الكيماوية من اي جهة كانت – النظام او المعارضة – ونعتبر ذلك امرا مرفوضا بشكل قاطع، لذلك ساعدنا الى حد معين في مبادرة نزع الاسلحة الكيماوية السوري لكي لا يتسنى لاحد استخدامها او الترويج لاشاعات واخبار عن استخدام هذه الاسلحة الفتاكة كذريعة لتدخل خارجي معروفة نتائجه الكارثية الخطيرة. ولذا كلما ظهرت معلومة عن استخدام السلاح الكيماوي، نعتبر ذلك أمرا جديرا بالاهتمام من قبل المجتمع الدولي، وبهذا الصدد فانه عندما تظهر معلومات عن استخدام الاسلحة الكيمياوية والمواد السامة فاننا نلفت النظر الى ذلك – ونحن لا نستبعد ان تكون بعض المعلومات مجرد اشاعات ولكنها يمكن ان تكون امرا واقعيا، لذا ينبغي التحقيق فيها. وبالمناسبة تصل غدا الى موسكو رئيسة البعثة الاممية لتفكيك الاسلحة الكيمياوية السورية السيدة سيغريد كاغ، وهذه البَعثة تقوم بواجبها على خير ما يرام، وتتحقق من كل المعلومات عن امكانية استخدام السلاح الكيماوي.

س- المعروف أن موسكو استقبلت على مدى شهور الأزمة السورية الكثير من ممثلي المعارضة السورية ولكن لاحظنا في الآونة الأخيرة انقطاع لهذه الاتصالات. فهل من المتوقع أن ننتظر وفودا من المعارضة في جنيف ومن سيحضر من المعارضة حسب تقديراتكم؟

لا لم يحصل انقطاع في الاتصالات مع المعارضة، الاتصالات مستمرة، بل وبشكل يومي، سواء في موسكو مع ممثلي المعارضة المختلفة وبعضهم يعيش في روسيا ويحملون الجنسية الروسية من السوريين، والبعض يأتي من دمشق والآخرون من دول أخرى. وكثير من هذه اللقاءات نحن لا نعلم وسائل الاعلام عن تفاصيلها. كما لدينا اتصالات منتظمة مع ممثلي المعارضة عن طريق سفاراتنا وقنصلياتنا في لندن وباريس ونيويورك واسطنبول وانقرة ويتولى دبلوماسيونا في هذه المراكز مهمة الاتصال بممثلي مختلف مجموعات المعارضة. وأريد هنا أن أعلن انه بعد لقاء جنيف في الخامس من الشهر المقبل، فاننا سنبقى ليوم اخر سيخصص لاجراء اتصالات مع شركائنا من الدول الاخرى ومع ممثلي المعارضة السورية . ونامل ان يقدم الى جنيف معارضون من فرنسا والدول الاوروبية الاخرى ومن عدد اخر من بلدان الشرق الاوسط ومن دمشق، واقصد هنا المعارضة الداخلية، وسنقوم باتصالات مع كل هذه الاطراف. ولقد تقدمنا باقتراح اجراء لقاء في موسكو، فلنقل إنه غير رسمي وغير ملزم بين ممثلي المعارضة وبمشاركة الزملاء الامريكيين وممثلي فريق الاخضر الابراهيمي وممثلين عن الحكومة السورية ايضا وستتاح لهم على الساحة الروسية الفرصة لاجراء الاتصالات وتبادل الافكار البناءة سعيا وراء خلق اجواء نفسية وسياسية توطئة لمؤتمر "جنيف-2".

س- هل يوجد موعد للقاء الذي اقترحته موسكو بين الأمريكيين والسوريين والأخضر الإبراهيمي؟

نعم اقترحنا اجراء هذا اللقاء في السابع والثامن من نوفمبر تشرينَ الثاني المقبل في موسكو، ولكن هذا الموعد قد اصبح صعبا نظرا لوجودنا في الوقت نفسه في جنيف، ولذلك نقترح عقد اللقاء هناك والمقترح هو في ترسانة الدبلوماسية الروسية، التي تؤمن بأن الاتصالات والحوارات هي الطريق الاضمن للوصول الى حلول وسط كما من غير المستبعد اجراء لقاءات اخرى في موسكو عشية مؤتمر جنيف وصولا للاجابة عن اسئلة مقلقة للجميع وأشير الى أن هذه اللقاءات هي لقاءات غير رسمية وغير ملزمة. س- بعض وسائل الإعلام الروسية تحدثت عن أن إقالة قدري جميل تأتي في سياق ما تتصوره وهو إبعاد الأسد منافسا له، كيف تعلقون حول ذلك؟ لا يمكنني أن اعلق بشيء عن موضوع الاقالة، ولكن بالفعل، إن قدري جميل كان في موسكو ولا يزال هنا. وقد وصلته اخبار اقالته بعد لقائه معنا، ولكنني لا ارى في هذه الخطوة امرا مأساويا، فالحياة تستمر وجميل يمثل تيارا سياسيا اجتماعيا له راي وموقف يعتد به. ونعتقد أن مشاركة ممثلين عن المنظمة التي يترأسها والمعروفة باسم الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في سوريا تبقى امرا مطلوبا.