جميل: الفيدرالية غير ممكنة ونتفهم مخاوف من يطرحها
أكد رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وأمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، أن «هنالك تقديرات حول موعد مؤتمر الرياض القادم، ولكن ليس هنالك موعد نهائي، ولم توجه دعوات حتى الآن كي نحدد موقفنا منه»، لافتاً إلى أنه «لتحديد موقفنا منه يجب أن نعرف الدعوات والبرنامج والقوى المشاركة، وما سيخرج عن هذا الاجتماع مبدئياً، لذلك، فإن من المبكر الحديث عن مؤتمر الرياض، وكذلك عن موقفنا».
وأضاف جميل في حديثٍ مع شبكة «رووداو» الإعلامية: «نحن كنا منذ البداية مع تشكيل وفد واحد للمعارضة، ولكن تشكيل مثل هذا الوفد يجب أن يجري بشكلٍ عادل، ويأخذ بعين الاعتبار الأوزان الحقيقية لكافة القوى. وفيما يخص مؤتمر جنيف القادم، فهو عبارة عن مفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية بوفدٍ واحد للمعارضة كما يفترض، وسيتم بحث نقاط كثيرة مطروحة سابقاً، وستطرح لاحقاً، من ضمنها الدستور».
ولفت جميل إلى أن «المطلوب ليس إجراء تعديلات شكلية على الدستور، بل المطلوب هو دستور جديد يؤسس لديمقراطية حقيقية تسلم السلطة الحقيقية للشعب، لكي يتمكن من المشاركة بشكل واسع في اتخاذ كافة القرارات على مختلف المستويات الدنيا والعليا... هذا هو الموضوع الذي يجب أن ينصب عليه الاهتمام، وهو إيجاد آليات جديدة إبداعية تسمح للسوريين بإدارة مستقبلهم بكل معنى الكلمة، لأنه لا يمكن حل المشكلات الكبرى الموجودة في سورية قبل الأزمة، أو بالأحرى بعد الأزمة، دون دمج كل السوريين في هذه العملية، فقضية الفساد مثلاً لا يمكن القضاء عليها بقرارات عليا، بل إنها بحاجة إلى مشاركة المجتمع بشكل واسع، وهذه المشاركة هي ديمقراطية المجتمع، وهذه الديمقراطية تسمح للشعب بممارسة الرقابة على أجهزة الدولة في أماكن تواجدهم كلها».
وأضاف جميل إن «تصوراتنا حول الدستور الجديد، وهدفه عملياً هو أن سورية دولة موحدة ديمقراطية تعددية، وأن تكون سلطة المركز فيها قوية، ولكي تكون قوية يجب أن تفوض صلاحيات واسعة للمناطق لإدارة ذاتها في أمورها المحلية، ولكن القضايا الكبرى المتعلقة بالدفاع والخارجية والأمن والسياسات الاقتصادية والمالية العامة يجب أن تكون مركزية، لأن إضعاف سلطة المركز إلى الحد الأدنى يمكن أن يؤدي إلى تفتيت الدولة، ونحن نريد تطوير الدولة».
ونوه جميل إلى أن «الصيغة الأمثل التي يجب البحث عنها تقع بين المركزية واللامركزية، وما كان سائداً إلى الآن كان مركزية مبالغاً بها، وهو ما أضر بالتطور والديمقراطية وسمح للفساد بالانتشار، ونحن نريد تفويض صلاحيات من المركز للأطراف بشكل واسع لكي يشارك الشعب بكافة العمليات، وهذا لا يضعف المركز بل يقوية، لأنه يجب أن يلتفت لمهامه الكبرى التي تشمل كافة أنحاء البلاد».
وزادَ جميل بالقول: «هذه هي تصوراتنا، والمطلوب هو سماع تصورات الآخرين لكي نصل إلى حلول وتوافقات تناسب الجميع، والمشكلة في بلداننا، ومنها سورية، هي أن الحوار ليس له تقاليد، لأنه تاريخياً بسبب سياسة الحزب الواحد، كان السائد هو فرض الرأي من أعلى إلى أسفل، أو من طرف على آخر، ونحن بحاجة لفلسفة أخرى في التعامل».
وأوضح أن «الفيدرالية هي طرح طرف من الأطراف في سوريا، وهناك قضايا هامة في الجوهر بموضوع الفيدرالية ويجب أخذها بعين الاعتبار، ولكن يجب بحث هذا الموضوع مع كل السوريين، والشيء الأهم في نهاية المطاف هو أن سوريا ليست بلداً كبيراً، والتنوع فيه واسع جداً أكثر من العراق، وعليه كيف يمكن أن تتحمل سورية الفيدرالية لكي تبقى موحدة؟».
واختتم قائلاً: «أنا أتفهم أن الذين يطالبون بالفيدرالية متخوفون من المركز بدرجة مبالغ بها، ولكن يجب إعادة النظر في هذا الموضوع، وكما يقول المثل الشعبي: (المهم هو أكل العنب وليس قتل الناطور)، وعليه فإن المهم ليس التسمية، وإنما جوهر العملية هو الأهم، كيف ستسير، وكيف سيتم منح الناس حقوقهم المشروعة الكاملة، المدنية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية».
*عن شبكة «رووداو» الإعلامية