«فك ارتباط تدريجي وحتمي مع واشنطن»
أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن أوروبا تواجه تحدياً مزدوجاً يتمثل في فك الارتباط «التدريجي والحتمي» مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التهديد الإرهابي.
وقال إيمانويل ماكرون، في كلمة ألقاها في جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس، أمس الثلاثاء، إن أساس كل مجتمع سياسي هو الأمن.
ودعا الرئيس الفرنسي إلى تشكيل قوة تدخل عسكرية أوروبية مشتركة، مضيفاً أن أوروبا يجب أن تتمتع بقدرة تدخل مستقلة مكملة لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، وتحتاج إلى تطوير ثقافة استراتيجية مشتركة.
واقترح الرئيس الفرنسي، بالإضافة إلى تشكيل «قوة تدخل مشتركة»، تأسيس أكاديمية استخبارات أوروبية، مع بداية العقد الثالث من القرن الحالي.
وطالب أيضاً بإنشاء قوة مشتركة للدفاع المدني لمواجهة الكوارث الطبيعية، إلى جانب مكتب أوروبي للجوء وشرطة أوروبية للحدود.
كما عرض ماكرون رؤيته حول «تحول عميق» للاتحاد الأوروبي، وكشف عن سلسلة مقترحات تقوي التكتل سياسياً، وترسي قوانين مشتركة في مختلف أنحاء القارة، حيث قال إن أوروبا التي نعرفها اليوم ضعيفة جداً وبطيئة جداً وغير فاعلة.
وعرج قائلاً: «لكن أوروبا وحدها يمكنها أن تعطينا قدرة تحرك في العالم لمواجهة تحديات العصر الكبرى».
جدير بالذكر أن اقتراحات ماكرون للنهوض بالاتحاد الأوروبي وإصلاحه في فترة ما بعد خروج بريطانيا منه، تشمل خططاً لتعيين وزير مالية لمنطقة اليورو إلى جانب موازنة مشتركة وبرلمان.
واعتبر ماكرون أن بريطانيا التي تتفاوض حالياً مع الاتحاد الأوروبي للانسحاب منه ستكون لها «مكانة» في أوروبا بعد «إعادة تأسيسها» في غضون بضع سنوات، إذا رغبت بذلك.
من جانب آخر، اقترح ماكرون إنشاء وكالة أوروبية للإبداع قادرة على تمويل مجالات بحث جديدة من تلقاء نفسها، وأشار على سبيل المثال إلى «الوكالة الأمريكية للأبحاث العسكرية» التابعة لوزارة الدفاع المكلفة بتطوير تكنولوجيات جديدة وكانت في السبعينيات وراء قيام الإنترنت.
كما دعا إلى فرض ضريبة جديدة على عمالقة التكنولوجيا مثل «فيسبوك» و«آبل» باعتبار أنهما لا يدفعان ضرائب كافية عن أعمالهما في أوروبا.