أحداث القدس تتسارع... التخبط سياسة الكيان
تجددت المواجهات في مدينة القدس المحتلة، وداخل المسجد الأقصى، مساء اليوم الخميس، ما دفع بقوات العدو الصهيوني إلى إعادة إغلاق المسجد، في ظل هيمنة مشهد الترقب بعد ما شهدته مدينة القدس من أحداث متسارعة منذ فجر اليوم.
بعد ارتفاع مستوى الاحتجاجات عقب تركيب قوات العدو للبوابات الإلكترونية في محيط المسجد الأقصى، ساد الحديث عن اتفاق «أردني- صهيوني» على إزالة البوابات وتركيب كاميرات عوضاً عنها، حيث من شأن ذلك أن يشكل مخرجاً لحكومة العدو لتتراجع عن قرارها تحت ضغط المواجهات. إلا أن «المفاجأة» تمثلت في رفض الفلسطينيين لهذه الكاميرات، ونجاحهم في إجبار العدو على إزالتها بعد ساعاتٍ قليلة على تركيبها. ومع استمرار المواجهات، وجد الكيان نفسه مجبراً على تفكيك الجسر الحديدي و«المعابر» التي كان قد ثبتها عند باب الأسباط في القدس. وكذلك فتح باب حطة الذي أصر على إغلاقه فجر اليوم.
وبعد دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، اندلعت اشتباكات واسعة داخل حرم المسجد، ما أدى إلى جرح ما يزيد عن 100 شخص. ليقوم الكيان مجدداً بإغلاق المسجد، وسط ترقبٍ لوتيرة الأحداث التي تتسارع.
ورغم إجبار الكيان على التراجع عن كل الإجراءات التي اتخذتها بشأن المسجد الأقصى خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أن المرجعيات الدينية بالقدس أكدت على استمرار الزخم الشعبي ومراجعة الانتهاكات، التي سبقت 14 تموز الجاري.
وفي وقتٍ سابق، قال الدكتور عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى في حديثٍ لوكالات أنباء، اليوم الخميس 27 تموز، إن هنالك اجتماعاً للمرجعيات الدينية بالقدس سيعقد اليوم عقب صلاة العصر بالأقصى، سيتم من خلاله تحديد الإجراءات التي ستتخذ خلال المرحلة القادمة، وعلى رأسها، الانتهاكات اليومية والتي تتكرر منذ أكثر من 14 عاماً».
وتابع صبري، بما يوحي بإمكانية تصعيد وتيرة الحراك الفلسطيني في القدس متجاوزاً حدود ما جرى خلال الأسبوعين الماضيين: «الاحتلال والمستوطنون كانوا ينفذون خطة طويلة الأمد لوضع أيديهم على الأقصى دون أن تكون هنالك أعمال صدامية كبيرة ينتبه لها العالم، وتمثلت تلك الخطوات في الحفريات التي تتم بصورة رسمية تحت المسجد، هذا بالإضافة إلى الاقتحامات المتكررة من جانب المستوطنين، واشتباكهم مع المصلين والذين كانوا بحق الحاجز المنيع ضد تلك الهجمة».