قطر في قفص الاتهام

قطر في قفص الاتهام

الكرملين يدعو إلى الحوار.. وضوء أخضر أمريكي.. وايران قلقة، ودولة الكيان معنية

تتسارع الأحداث على مسار الأزمة الخليجية، بعد ان أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين، واليمن، و مصر، وليبيا: قطع علاقاتها مع دولة قطر، وفي وقت سابق كان التحالف العربي في اليمن قد اعلن انهاء مشاركة القوات القطرية في المعارك..
حكومة الدوحة وفي بيان صدر بعد اجتماع عاجل اليوم، عبرت عن استغرابها من قرار السعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات مع قطر، ولفت إلى أن الدول الثلاث مهدت لقرارها بحملة إعلامية «واسعة وظالمة».
وأكد رئيس الوزراء عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، في مؤتمر صحفي عقده بالدوحة، أن قرار المقاطعة يهدف إلى «ممارسة الضغوط على قطر لتتنازل عن قرارها الوطني»!.
وفي هذا السياق، كان الكرملين قد أعلن وعلى لسان دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، في أول تعليق للكرملين على الأزمة الخليجية القطرية، إن موسكو لا تتدخل في شؤون دول أخرى، ولا في شؤون دول الخليج، لأنها تقدر علاقاتها مع الدول الخليجية مجتمعة ومع كل دولة على حدة.
واستطرد قائلا: «ولذلك يعنينا الحفاظ على العلاقات الودية ونحن حريصون على توفير أجواء مستقرة وسلمية في منطقة الخليج لتسوية الخلافات القائمة في ظلها».
ورفض بيسكوف التعليق على سؤال حول مدى صحة الاتهامات التي توجهها السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى الدوحة.
كما طرح على الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي سؤال آخر حول الدعم الروسي المحتمل لقطر في مأزقها الحالي، لكن بيسكوف رفض الإجابة، معتبرا أن هذا السؤال في غير محله.
من جهته، قال وزير الخارجية الامريكي، ريكس تيلرسون « بالتأكيد نشجع الأطراف على الجلوس معا، ومعالجة هذه الخلافات» وهو موقف كما يراه الاعلامي عبد الباري عطوان بمثابة ضوء أخضر أمريكي للتصعيد ضد قطر، «لا نستبعد ان يكون هذا التحرك المدروس جيدا، والمعد بطريقة محكمة، وفي غرف مظلمة منذ عدة أسابيع وربما اشهر، جاء بمباركة أمريكية، وقبض ثمنه الرئيس دونالد ترامب 460 مليار دولار اثناء زيارته الرياض الشهر الماضي، وتتويجه زعيما على العالمين العربي والإسلامي بحضوره القمم الثلاث والاستقبال غير المسبوق الذي حظي به»
و أكد عطوان في هذا السياق «بيان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي أصدره أمس، ودعا فيه الدول الخليجية “الى الحفاظ على وحدتها، والعمل على تسوية الخلافات” يؤكد هذا الضوء الأخضر ويدعمه، فقد جاء هذا البيان «مائعا» ومساندا للتحرك الرباعي، ويذكرنا بنظيره الذي صدر عن السفيرة الامريكية ابريل غلاسبي ولقائها بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ومهد لغزو الكويت»
وفي تعليقه على الأزمة الخليجية، قال بهرام قاسمي المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية إن «إيران قلقة من هذه التطورات بين بعض الدول الخليجية و تأمل أن تحل لأن الخلافات لا تصب في صالح أحد»
وأكد قاسمي على دعوة إيران الدول الخليجية إلى أخذ العبر من التجارب المريرة في المنطقة و الابتعاد عن الأحاسيس والعودة للعقلانية وانتهاج ضبط النفس لحل الخلافات، والطريق الوحيد لحل الخلافات هو الطرق السياسية و السلمية والحوار الشفاف والصريح بين الطرفين.
ولفت قاسمي إلى أن استغلال فرض العقوبات لتحقيق الأهداف في العالم أثبت عدم فعاليته و هو مدان و غير مقبول، مؤكداً أنه «على جميع الاطراف الحفاظ على السيادات الوطنية وعدم التدخل في شؤون بعضهم الداخلية واحترام الحدود المتعارف عليها دولياً لأنها من الأصول المعروفة في العلاقات الدولية».
و في دولة الكيان الصهيوني، نقلت وسائل إعلام الكيان الصهيوني عن وزير حرب الكيان افيغدور ليبرمان قوله: «حتى الدول العربية بدأت تدرك أن الخطر على المنطقة ليس إسرائيل بل الإرهاب. إنها فرصة للتعاون» وقال ليبرمان لنواب الكنيست الإسرائيلي، إن قرار الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر خشية «الإرهاب الإسلامي»، تمكّن إسرائيل، في حقيقة الأمر، من مد يدها لها للتعاون في المعركة ضد الإرهاب.
وفي سياق متصل، هبط مؤشر البورصة القطرية 7.6 في المئة في الساعة الأولى من التعاملات اليوم. وكانت بعض الأسهم القيادية في السوق هي الأكثر تضرراً، إذ هوى سهم «فودافون قطر» الأكثر تداولاً بالحد الأقصى المسموح به يومياً والبالغ عشرة في المئة. وهبط سهم «بنك قطر الوطني»، أكبر مصرف في البلاد، 5.7 في المئة.
وقال المحلل في الوكالة ماتياس أنجونين في دبي: «هناك درجة كبيرة من الضبابية. ليس هناك الكثير من الوضوح بشأن ما يمكن أن يحل هذا الخلاف بين قطر ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي».
وأضاف: «التوتر الأخير انتهى من دون تداعيات ائتمانية» في إشارة إلى خلاف يعود إلى شهر آذار (مارس) 2014 عندما سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر.
وأردف: «لكن هذه المرة، يظهر إغلاق (الطرق) البرية والجوية والبحرية تصعيداً سلبياً على الناحية الائتمانية، ونحن قلقون من أن يكون لذلك أثر ائتماني إذا عطل التجارة وتدفقات رأس المال»
قاسيون - وكالات