بوتين: سنعدل خطط تسليح جيشنا بما يتناسب مع خطر الدرع الصاروخية
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تنجر إلى سباق تسلح جديد، لكنها ستعدل خططها لإعادة تسليح الجيش بما يتناسب مع مستوى الخطر.
وأردف الرئيس خلال اجتماع لقادة وزارة الدفاع الروسية ومؤسسات الصناعات العسكرية في منتجع سوتشي جنوب روسيا يوم الجمعة 13 أيار: «إننا لن ننجر إلى هذا السباق، بل سنواصل السير في طريقنا، وسنعمل بمنتهى الحذر».
وأكد بوتين أن روسيا لا تنوي تجاوز مستوى الإنفاق المخطط له على إعادة تسليح الجيش والأسطول، لكنها ستعدل خططها في هذا المجال التي أقرتها منذ سنوات عدة، من أجل وقف المخاطر الناشئة على أمن الدولة.
وجاءت تصريحات الرئيس الروسي تعليقا على تدشين أول قاعدة للدرع الصاروخية الأمريكية مزودة بمنظومة «إيجيس أشور» في رومانيا، والشروع في بناء موقع عسكري مماثل في أراضي بولندا.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن الولايات المتحدة تستغل تأثيرها على وسائل الإعلام العالمية من أجل تضليل الرأي العام العالمي بشأن أهداف نشر الدرع الصاروخية، لكنها عاجزة عن إقناع المسؤولين العسكريين الروس بأن هذه المنظومة تحمل طابعاً دفاعياً بحتاً.
وشدد قائلاً: «ليست هذه المنظومة دفاعية على الإطلاق، بل هي جزء من القدرات الاستراتيجية النووية للولايات المتحدة نُقل إلى مناطق أخرى ، وفي هذا الحال بالذات إلى أوروبا الشرقية».
واستطرد قائلاً: «على أصحاب القرار بهذا الشأن (الذين قبلوا بعناصر من الدرع الصاروخية الأمريكية في أراضيهم ) أن يتذكروا أنهم عاشوا حتى اليوم بهدوء وأمان، أما الآن ، وبعد نشر عناصر الدرع الصاروخية في هذه المناطق، فإننا في روسيا سنضطر للتفكير في سبل وقف المخاطر التي تنشأ وتهدد أمن الاتحاد الروسي».
وأضاف: «كان خروج الولايات المتحدة بشكل أحادي من اتفاقية الحد من منظومات الدفاع الصاروخي، الخطوة الأولى نحو محاولة زعزعة توازن القوى الاستراتيجي بالعالم، أما هذه الخطوة (نشر عناصر الدرع الصاروخية في أوروبا) فستمثل الضربة الثانية إلى نظام الأمن الدولي، علما أنها تهيئ الظروف لخرق اتفاقية الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى». وأضاف أن أي إنسان في كامل عقله يمكن أن يستخلص الاستنتاجات الصحيحة من كل هذه التطورات.
وشدد الرئيس الروسي على أن نشر منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية مستمر على الرغم من أن إيران لم تعد تمثل أي خطر نووي.
كما أضاف بوتين أن روسيا تبذل الجهود القصوى من أجل الحفاظ على توازن القوى الاستراتيجي الذي يعد أفضل ضامن يحول دون اندلاع نزاعات مسلحة واسعة النطاق.
وتجدر الإشارة إلى أن منظومات «إيجيس أشور» التي تنشرها واشنطن في رومانيا وبولندا، تمثل نسخة برية لمنظومات «إيجيس» الصاروخية التي تزود بها السفن الحربية الأمريكية، وهي قادرة على إطلاق صواريخ «توماهوك» متوسطة المدى.
وفي وقت سابق قال سيرغي ريباكوف نائب وزير الخارجية الروسي :إن موسكو مازالت تأمل في أن ستراجع واشنطن في نهاية المطاف خططها لإنشاء منظومة عالمية للدفاع الصاروخي.
وذكر الدبلوماسي الروسي أنه سبق للإدارة الأمريكية أن ألمحت إلى إمكانية إعادة النظر في الخطط بهذا الشأن في حال التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. وتابع قائلا: «الآن، عندما تم التوصل إلى هذا الاتفاق، تبدو مراجعة الخطط الخاصة بالدرع الصاروخية، خطوة منطقية».
وأكد أن خيار خروج روسيا من اتفاقية الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى غير مطروح في الوقت الراهن، لكن هذا الخيار غير مستبعد.
في سياق ذي صلة، أعلن معهد موسكو لتكنولوجيا الاستشعار الحراري أنه كُلّف من قبل الحكومة الروسية بالمهام الرئيسية في تصميم مجمع الرماية التابع للدرع الصاروخية الروسية المستقبلية.
وأوضح المصمم العام في المعهد يوري سولومونوف أن هذه المنشأة الرائدة في تصميم الصواريخ الموجهة حراريا، ستشارك في تطوير صواريخ باليستية تعمل بالوقود الصلب خصيصا للجيل الجديد من الغواصات الذرية الروسية.
وفي الوقت الراهن يتولى المعهد تطوير الصواريخ الباليستية من طراز «بولافا» المخصصة للغواصات الروسية الحديثة «بوري».
المصدر: روسيا اليوم