كاسترو يفتتح مؤتمر "الشيوعي الكوبي": لا للخصخصة
رفض الرئيس الكوبي راوول كاسترو، السبت، خلال افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الكوبي "صيغ الخصخصة" لتحديث الاقتصاد الكوبي وذلك بعد أقل من شهر على الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي باراك اوباما.
ومع افتتاح أربعة أيام من النقاشات بين مندوبي الحزب الواحد لتحديد النهج السياسي الواجب اتباعه للسنوات الخمس المقبلة، حذر كاسترو من أن الاصلاحات الاقتصادية الجارية لن تبتعد عن الخط الذي رسم خلال المؤتمر السابق في العام 2011.
وقال كاسترو، أثناء خطابه الافتتاحي: "كوبا لن تسمح ابداً بتطبيق ما يسمى علاج الصدمة، والذي غالباً ما يطبق على حساب الطبقات المحرومة في المجتمع".
وحذر أيضاً من ان "الصيغ الليبرالية الجديدة الداعية الى تسريع خصخصة إرث الدولة والخدمات الإجتماعية مثل التعليم والصحة والضمان الاجتماعي لن تطبق ابداً في ظل الاشتراكية الكوبية".
وبرر راوول كاسترو الذي يتولى السلطة منذ العام 2008 بطء الإصلاحات بحرص الحكومة على عدم ترك أي من المواطنين الكوبيين الـ11,1 مليونا في اوضاع صعبة.
وقال إن "القرارات المتعلقة بالاقتصاد لا يمكن في أي من الاحوال ان تعني قطيعة مع مبادىء الثورة للمساواة والعدالة. لن نسمح بأن تؤدي هذه الاجراءات الى عدم استقرار وارتياب في صفوف الشعب الكوبي".
واثار انعقاد هذا المؤتمر آمالاً كبيرة في الأشهر الماضية في الجزيرة والخارج، إلا ان السلطات الكوبية سرعان ما بددتها بإعلانها عقد المؤتمر تحت شعار الاستمرار السياسي والاقتصادي.
وعلى غرار المؤتمر السابق الذي عقد في العام 2011، يقوم المندوبون الألف من الحزب والمدعوون الـ280 الذين يتم اختيارهم من بين موظفي الدولة وأعضاء المجتمع المدني، بتقييم التقدم الذي حققته التدابير الاقتصادية الـ313 التي أقرت في 2011 من اجل "اضفاء روح جديدة" على نموذج منسوخ عن نموذج الاتحاد السوفياتي، بلغ حدود امكاناته.
كذلك، سيصادق المؤتمر الذي يستمر حتى الثلاثاء على برنامج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لفترة 2016-2030.
تحديث حذر
ومن اجل تحديث اقتصادها، سنت كوبا قانوناً يشجع الاستثمارات الأجنبية في اطار صارم، وفتحت اقتصادها للمبادرين الصغار المستقلين.
وتقول وسائل الاعلام الرسمية انه تم حتى الآن انجاز 21 في المئة من الاجراءات الـ313 التي أُقرت، فيما لا تزال 77 في المئة منها في طور التنفيذ. واستبعد 2 في المئة منها في الوقت الحاضر "لأسباب مختلفة".
وفي المقابل، نشطت الديبلوماسية الكوبية، فحققت تقارباً لافتاً مع الولايات المتحدة، وأعدت اطاراً للحوار مع الاتحاد الاوروبي.
لكن الانفتاح الذي أعلنه كثيرون سيستغرق وقتاً بسبب بطء السلطات في تطبيق بعض الاصلاحات المقررة.
ومع افتتاح المؤتمر، يعبر العديد من الخبراء عن شكوك حول التقدم الذي يمكن توقعه.
ورأى المحلل المسؤول السابق في "الحزب الشيوعي الكوبي" خورخي غوميز باراتا، أن للحزب "أهدافاً محددة، ولكن ليس لديه برنامج ولا صيغة لتحقيقها".
وأشار الى وجود تيارين فكريين داخل الحزب، هما تيار الذين يعتقدون أن "الاصلاحات الاقتصادية ستعطي نتائج أكبر إن ترافقت مع تجديد على الصعد السياسية والدستورية والانتخابية والقانونية" من أجل اشتراكية متجددة، وتيار الذين يتخوفون من ان تشجع مثل هذه التنازلات على "تسلل أفكار مختلفة، بل على اعادة الرأسمالية".
ورغم عدم ورود أي تأكيد رسمي، فان المؤتمر قد يناقش اصلاحات انتخابية ودستورية ويدرس نظام حكم جديداً يتم اختباره حالياً في ولايتين من البلاد، لكن من غير المتوقع التوصل الى نتيجة في شأن هذه المواضيع الثلاثة قبل سنتين.
وسينتخب "الحزب الشيوعي الكوبي"، أخيراً لجنته المركزية الجديدة (116 عضواً في الوقت الراهن) ومكتبه السياسي (14 عضوا)، الهيئة القيادية للحزب.
ومن المتوقع انتخاب راوول كاسترو في منصب السكرتير الاول للمكتب السياسي لولاية ثانية مدتها خمس سنوات.
وستعطي التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي مؤشرات حول التوجه الايديولوجي للحزب.
واذا كانت الصحافة الوطنية التي تسيطر عليها الدولة الكوبية، دعيت وحدها كالعادة لحضور المناقشات، فإن جدول أعمال المؤتمر بقي للمرة الأولى سرياً ولم يناقش، الأمر الذي احدث مفاجأة حتى في صفوف الحزب نفسه.
لكن الصحافة الكوبية كشفت أن المؤتمر سيكون مناسبة لاعداد حصيلة مرحلية للاصلاحات الاقتصادية التي باشرها راؤول بعدما خلف شقيقه فيدل ابتداء من 2006.
(أ ف ب)