مواجهات واعتقالات خلال تظاهرة احتجاجية في وسط بيروت
اندلعت مواجهات عنيفة، ليل أمس الخميس، بين قوات الأمن اللبنانية ومئات المتظاهرين خلال تحرّك احتجاجي ضد تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، دعا إليه الحراك المدني في وسط بيروت.
وبدأت المواجهات حين حاول عدد من المتظاهرين اجتياز الأسلاك الشائكة والكتل الإسمنتية التي وضعتها القوى الأمنية عند مبنى جريدة "النهار" الواقع في ساحة الشهداء في وسط بيروت، بهدف الوصول إلى ساحة النجمة حيث يقع مقر مجلس النواب.
واستخدمت قوات الأمن الهراوات وخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، فور تمكنهم من اجتياز الحواجز التي نصبت حول مبنى البرلمان.
وازدادت المواجهات حدّة، خلال وقت قصير، حين عمدت قوى الأمن إلى اعتقال عدد من الناشطين في الحراك المدني، حيث أصر المتظاهرون على استمرار التظاهرة إلى حين إطلاق سراحهم، وسط محاولات حثيثة للوصول إلى مقر البرلمان.
وتحوّلت ساحة الشهداء والشوارع المحيطة بمجلس النواب إلى ساحة مواجهات عنيفة، استخدمت فيها قوى الأمن خراطيم المياه بكثافة لتفريق المتظاهرين، فيما عمدت إلى إطلاق وابل من قنابل الغاز المسيّل للدموع، من بينها قنابل غاز انشطارية، فيما لوحظ قيام عدد من العناصر الأمنية بإطلاق قنابل الغاز بشكل مباشر على المتظاهرين.
من جهتهم، رشق المتظاهرون قوى الأمن بالحجارة وزجاجات المياه البلاستيكية الفارغة، كما عمد بعضهم إلى إطلاق مفرقعات نارية.
وقال مصدر حقوقي إن قوى الأمن اعتقلت ما يقرب من 50 شخصاً، حيث تم اقتيادهم إلى عدد من المخافر الأمنية".
وأفاد مصدر طبي بأن أكثر من 35 شخصاً أصيبوا بحالات اختناق، فيما أصيب 10 أشخاص بجروح خلال المواجهات.
وعند منتصف الليل، قامت قوى الأمن بعملية مباغتة حاصرت خلالها المتظاهرين في ساحة الشهداء، وتمكنت من تفريق المحتجين، فيما قامت باعتقال عدد كبير من الناشطين، الذين ما زالوا محتجزين حتى وقت إعداد هذا التقرير.
وأصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بياناً أشارت فيه إلى أنه "منذ بداية التظاهرة، دأب بعض المشاغبين على استفزاز عناصر مكافحة الشغب ومحاولة إزالة العوائق الحديدية والإسمنتية وقطع الشريط الشائك وقاموا برشق العناصر بالحجارة وعبوات المياه والمواد الصلبة، والذين لم يبادروا بأي ردة فعل تجاه المشاغبين".
وأضاف البيان أنه "بعد تدمير المشاغبين للحاجز الأمني وتخطيه واحتكاكهم بالعناصر والتعرض المباشر لهم وسقوط إصابات في صفوف هذه العناصر، وللحيلولة دون خرق صفوف عناصر مكافحة الشغب للوصول إلى ساحة النجمة مما قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها… اضطرت قوى الأمن إلى استعمال وسائل مكافحة الشغب من خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع التي تستخدم في أرقى الدول الديموقراطية حفاظا على السلامة العامة ومنعا لتفاقم الأمور".
واتجه عشرات المتظاهرين إلى ثكنة الحلو في بيروت، حيث اقتيد عدد كبير من الموقوفين إلى هذا المركز الأمني، ورددوا هتافات مناهضة لـ"النظام الأمني" ووزير الداخلية نهاد المشنوق. وقال المتظاهرون إنهم مستمرون في تحركهم إلى حين إطلاق سراح الموقوفين، وقبل تحديد خطوات جديدة للتحرك.