الرئيس التونسي يعلن حالة الطوارئ في البلاد
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي يعلن السبت 4 تموز حالة الطوارئ في البلاد بعد أسبوع من حادث سوسة، يأتي هذا مع ارتفاع وتيرة التطورات الأمنية والتقاطعات الاستخبارية في البلاد.
وكان السبسي قد أقر في وقت سابق بأن قوات الأمن لم تكن تتوقع حصول هجوم على الشاطئ في سوسة، وأن الهجوم كان مفاجئا لها.
واعترف الرئيس التونسي في تصريح لإذاعة "أوروبا 1 الفرنسية" بأن الهجوم كان مفاجأة، مضيفا أن المسؤولين الأمنيين "اتخذوا تدابير في شهر رمضان لكن لم يخطر في بالهم أن ذلك قد يحصل على الشاطئ".
وهو ما أكده رئيس الحكومة الحبيب الصيد عندما انتقد "التدخل البطيء" لعناصر الشرطة التونسية في التصدي لهجوم مدينة سوسة الساحلية الدامي.
وشهدت مدينة سوسة التونسية الساحلية في الـ26 من يونيو/حزيران هجوما إرهابيا مسلحا على منتجع سياحي راح ضحيته 38 سائحا أغلبهم من حاملي الجنسية البريطانية.
وقد تبنى تنظيم "داعش" المسؤولية عن العملية الإرهابية التي وقعت في سوسة، حيث قال في بيان نشره على حسابه في تويتر إن منفذ الهجوم المدعو "أبو يحيى القيرواني" تمكن رغم الإجراءات الأمنية المشددة من التسلل إلى شاطئ فندق إمبريال واستهدف سياحا من دول التحالف الدولي الذي نقاتل ضده.
وأظهرت التحقيقات بعد العملية الإرهابية التي استهدفت منتجعا سياحيا في مدينة سوسة الساحلية أن الإرهابي سيف الرزقي كان على تواصل مع إرهابيين في ليبيا.
وكان مسؤول أمني تونسي صرح، الثلاثاء 30 يونيو/حزيران، أن منفذ الهجوم الذي قَتل 38 سائحا أغلبهم بريطانيون، كان على صلة بإرهابيين في ليبيا، مضيفا أنه من المرجح أن يكون قد تلقى تدريبات هناك.
تطورات أمنية سرعت بإعلان حالة الطوارئ
وأمنيا، لقي عنصر إرهابي خطير بمدينة بن قردان، جنوب تونس، مصرعه بعد أن عمد على إطلاق النار على رأسه أثناء مداهمة منزله فجر السبت 4 يوليو/تموز من طرف وحدات أمنية.
وقال مصدر أمني إنه تم العثور على مسدس وقنبلة يدوية لدى هذا العنصر المتورط في تسفير الشباب إلى سوريا وتهريب الأسلحة، نافيا ما راج من أنباء عن تعرض أعوان أمن إلى إصابات أو وقوع أي تبادل لإطلاق النار.
أما عسكريا، فقد نفذت وحدة من الجيش التونسي عشية الجمعة عمليات عسكرية نوعية تمثلت في قصف جبال ورغة بالمدفعية الثقيلة لمدة طويلة استمرت عدة ساعات.
وقال شهود عيان من متساكني منطقة فرشان بمعتمدية ساقية سيدي يوسف إن القصف تركز على مناطق "للة عيشة" و "عنق" و"المرصودة" و"كشار القلال" وهي المناطق التي يشتبه في تحصن مجموعة إرهابية تتكون من 10 إلى 15 عنصرا بها.
كما أكد عدد من سكان منطقة وادي الطرفة بساقية سيدي يوسف أن القصف تواصل ساعات ملاحظين أنه كان عنيفا الى درجة تناثر شظايا القنابل بالقرب من بعض المساكن، على حد قولهم.
وفي السياق ذاته، شهد جبل مغيلة من معتمدية جلمة من ولاية سيدي بوزيد مساء الخميس قصفا مدفعيا مكثفا من طرف وحدات من الجيش الوطني متمركزة بالمنطقة، وجاء هذا القصف بعد رصد بعض التحركات المشبوهة بالجبل.
يذكر أن "جبل مغيلة" تم تصنيفه منطقة عسكرية مغلقة إثر العملية الإرهابية الأخيرة بأحد نزل مدينة سوسة.
من جهتها، دعت وزارة الداخلية التونسية في بيان نشر الخميس 1 يوليو/تموز المواطنين إلى توخي الحذر والابلاغ عن الإرهابي الخطير شمس الدين سندي المتورط في العملية الإرهابية بسوسة إضافة إلى تورطه في العملية الإرهابية التي وقعت في المتحف الوطني بباردو.
يذكر أن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد كان قد أعلن استدعاء قوات الاحتياط لحماية المناطق الحيوية والحساسة في البلاد، وجاء هذا الإجراء ضمن سلسلة قرارات تسعى الحكومة التونسية لاتخاذها إثر العملية الإرهابية التي استهدفت منتجعا سياحيا بمدينة سوسة الساحلية.
وعلى خلفية العملية الإرهابية، اتخذ الحبيب الصيد قرارا يفيد بأن السلطات التونسية تعتزم في غضون أسبوع غلق 80 مسجدا لا تخضع لسيطرة الدولة بسبب تحريضها على العنف.
وفي سياق متصل، تنطلق الأربعاء 8 يوليو/تموز المصادقة على فصول مشروع القانون الأساسي المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال فصلا فصلا.
حيث أشارت نائب رئيس لجنة التشريع العام بمجلس نواب الشعب لطيفة حباشي إلى أن اللجنة قررت تمكين منظمات المجتمع المدني من إبداء ملاحظاتها حول هذا المشروع كتابيا وبشكل محدد.
وأضافت حباشي أن لجنة التشريع تنتظر أيضا انتهاء لجنة المالية من مناقشة فصول الجزء المتعلق بمنع غسل الأموال، مرجحة أن تتم المصادقة على فصول المشروع وإعداد التقرير النهائي حوله نهاية الأسبوع المقبل.
علما بأن لجنة التشريع العام أنهت خلال اجتماعها صباح الخميس 2 يوليو/تموز في مقر المجلس بمنطقة باردو، مناقشة فصول في الجزء المتعلق منه بمكافحة الإرهاب وزجره والذي يعد 86 فصلا.
وفرضت حالة الطوارئ في تونس بعد الـ 17 من ديسمبر/كانون الأول عام 2010 عندما قام محمد البوعزيزي وهو من العاطلين عن العمل بإضرام النار في نفسه احتجاجا على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بوزيد لعربة كان يبيع عليها الفاكهة والخضار.
كما فرض في البلاد تبعا للأحداث التي رافقت «الربيع العربي» حظر للتجوال تواصل رغم هروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في الـ14 من يناير/كانون الثاني 2011 نظرا للاضطرابات التي شهدتها البلاد إبان الاحتجاجات.
ورفع الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي، في الـ من 6 مارس/آذار 2014 حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ الثورة، وقد جاء في بيان لرئاسة الجمهورية حينها أن رفع حالة الطوارئ لا يحد من قدرة الأجهزة الأمنية المكلفة بإنفاذ القانون ولا يمنع من طلب المساندة من القوات العسكرية عند الحاجة، كما أنه لا يدخل تغييرا على تطبيق القوانين النافذة بالبلاد بما في ذلك المتعلقة بمناطق العمليات العسكرية والمناطق الحدودية العازلة.
يذكر أن رئيس الوزراء التونسي أعلن في 6 سبتمبر/أيلول 2011 تطبيق حالة الطوارئ بحذافيرها على إثر إشاعة الفوضى في مناطق عدة بالبلاد، ويجيز القانون التونسي إعلان حالة الطوارئ على كامل تراب الجمهورية أو في بعض المناطق.