عرفات: «لسنا بعيدين عن دخول مرحلة الحل السياسي»!..

عرفات: «لسنا بعيدين عن دخول مرحلة الحل السياسي»!..

وخلال استضافة إذاعة «ميلودي إف إم» للرفيق علاء عرفات ضمن برنامجها «إيد بإيد» يوم الثلاثاء 9/6/2015، دار الحوار حول جملة التطورات الإقليمية والداخلية، ونعرض هنا لجزء من اللقاء:

 

هل سنشهد انعطافاً أو تحولاً في الموقف التركي بعدما حصل في الانتخابات البرلمانية التركية؟

خسر أردوغان السيطرة المطلقة التي كان يؤمنها عبر الأكثرية في البرلمان، الآن هو مضطر من أجل أن يشكل حكومة أن يدخل ضمن تحالف، أي أنّ عليه أن يغير سياساته، وبالتالي فقد دخلنا مرحلة تغيير السياسات. لا يجوز انتظار أشياء سريعة جداً ولكن من الواضح أن التغيير سوف يبدأ في الحالة التركية عبر عملية صراع وتجاذبات، ولكن هذه العملية بدأت.
أهم ما في هذه المسألة هو أن هزيمة أردوغان استمرار لسلسلة هزائم الإخوان المسلمين، أي أن الإخوان ينهزمون في المنطقة. والإخوان المسلمون تاريخياً هم قوى تنفذ برامج لقوى خارجية، الأمريكان وحلفائهم. واليوم عندما تسقط هذه القوى في الانتخابات وتخرج من السلطة وتتراجع، فمعنى ذلك أن هذا الخط في طور التراجع، هذه هي الحقيقة الأساسية التي ينبغي التوقف عندها، البعض يذهب إلى التفاصيل لفهم أوجه العملية، ولكن لا يجوز نسيان الخط العام، الذي هو تراجع هذه القوى وشبيهاتها.

هل يجري هذا التراجع بإرادة أمريكية ــ غربية؟

لا، بل بإرادة شعبية، لأن الأمريكان ليسوا ضد أردوغان، بل معه، لأن لديهم مشكلة بالبدائل، أي إذا ذهب أردوغان فمن سوف يأتي؟

تحت الهواء كنا نتحدث حول الأزمة السورية، وحضرتك استخدمت مفردة «هانت». ذكرني هذا المصطلح بمصطلح «خلصت»، فبأي معنى تقصد أنها «هانت»؟

أقصد أنه إذا كانت تلك الدول والأطراف الضالعة في الأزمة السورية، وأقصد الأطراف الخارجية، قد دخلت بمآزق. فالسعودية دخلت مأزقها منذ شهرين أو ثلاثة على خط اليمن وخطوط أخرى، وتركيا دخلت مأزقها الآن في الوضع الحالي. ومن جهة أخرى، فعوامل وعناصر الحل السياسي في سورية ناضجة، وهناك حراك دولي وإقليمي بهذا الاتجاه. عليه، يستطيع أن يتنبأ المرء أننا لسنا بعيدين عن دخول مرحلة الحل السياسي فيما يتعلق بالأزمة السورية.
من هنا كان تقديري، بأنني لا أعتقد أن الموضوع سيطول، وهناك تقديرات كثيرة من السياسيين، سواء في الداخل أو في الخارج، بأنه لن ينتهي عام 2015 إلا ويكون  قد بدأ عقد الاتفاق. وهنا لا أقول أن الأزمة «خلصت»، بل بدأ عقد الاتفاق والذهاب نحو الحلول. فالأزمة السورية من النوع الذي يأخذ وقتاً طويلاً من حيث تداعياته، بمعنى آخر، إذا نظرنا إلى حجم الدمار بأشكاله المختلفة، فإن إنهاء الأزمة بالكامل هو عملية لن تكون قصيرة بل ستكون مديدة، ولكن إذا بدأت سيكون هناك تسارع في وتيرتها وهو ما نأمله ونعتقد أنه سيحدث.

آخر تعديل على الإثنين, 15 حزيران/يونيو 2015 11:14