مدفيديف يلتقي العبادي ويؤكد دخول العلاقات الروسية-العراقية مرحلة التصاعد
قال رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف خلال لقاء جمعه الخميس 21 أيار مع نظيره العراقي حيدر العبادي إن العلاقات الروسية-العراقية الثنائية دخلت مرحلة التصاعد.
وقال مدفيديف للعبادي في مستهل لقائهما في موسكو: "إنها زيارتكم الأولى (إلى موسكو)، وهي تؤكد عزم القيادة العراقية على تطوير التعاون المتعدد الجوانب مع بلادنا".
وأردف قائلا: "إننا نقيم صداقتنا مع العراق، وتشهد علاقاتنا الثنائية حاليا مرحلة تصاعد، بغض النظر عن الأحداث الدرامية والصعوبات التي واجهها ومازال يواجهها الشعب العراقي".
بدوره قال العبادي إنه توجه إلى موسكو بغض النظر عن تلقي توصيات من "بعض القوى" تدعوه للتخلي عن هذه الزيارة.
وتابع أن بغداد تسعى لتعزيز العلاقات مع موسكو في جميع المجالات، بما في ذلك التعاون العسكري التقني والتعاون الاقتصادي والعلاقات في مجال النفط والغاز.
كما هنأ رئيس الوزراء العراقي نظيره الروسي والشعب الروسي برمته بمناسبة الذكرى السبعين للانتصار على القوات الفاشية والنازية في الحرب العالمية الثانية.
هذا ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء العراقي لمناقشة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بما فيها مكافحة الإرهاب، والتعاون الثنائي بين البلدين.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة الروسية أن اللقاء المرتقب سيركّز على تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات، بما في ذلك قطاع الطاقة ومجال الاستثمار، بالإضافة إلى تبادل الآراء حول أهم قضايا الأجندة الدولية وعلى رأسها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ولم يستبعد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن يتناول اجتماع بوتين والعبادي موضوع التعاون العسكري التقني بين البلدين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عقودا محددة ستناقش "بشكل عام"، وأوضح بيسكوف أن هذا الموضوع حساس جدا وغير علني.
يذكر في هذا السياق أن وفود الخبراء العسكريين العراقيين برئاسة وزير الدفاع العراق سعدون الدليمي في أبريل/نيسان ويوليو/تموز وأغسطس/آب عام 2012. زاروا موسكو وتعرف الخبراء العراقيون على أنواع من المصنوعات العسكرية الروسية الحديثة وناقشوا إمكانية توريدها إلى العراق مع ممثلين عن شركة "روس أوبورون إكسبورت".
ووقع البلدان عقب هذه الزيارات عقدا كبيرا بقيمة تجاوزت 4,2 مليارات دولار.
وبدأت روسيا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2013 بتوريد أسلحة تشمل مروحيات حربية من طراز "مي-35 " و"مي-28" (صائد الليل). وتدرب عدد من الخبراء العراقيين على قيادة المروحيات في مركز الطيران الحربي الروسي في مدينة تورجوك.
وفي ربيع عام 2014 وقعت موسكو وبغداد مجموعة إضافية من العقود شملت توريد طائرات هجوم من طراز "سو-25" ومنظومات دفاعية وذخائر بقيمة تقارب مليار دولار.
وبحسب معطيات الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني فإن العراق في عام 2014 احتل المرتبة الثانية بعد الهند من حيث حجم الصادرات من الأسلحة الروسية (11% من الصادرات العسكرية الروسية)، روسيا من جهتها أصبحت ثاني أكبر مصدر للأسلحة إلى العراق بعد الولايات المتحدة.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن الجانب الروسي ورد إلى العراق في عام 2014 الماضي 10 طائرات من طراز "سو-25" و12 منظومة قاذفة لهب ثقيلة و6 مروحيات من نوع "مي-28" و10 مروحيات من نوع "مي-35"، إضافة إلى ذلك بدأ تسليم بغداد منظومات دفاع جوي أرض – جو من نوع "بانتسير اس1". وبلغت قيمة الواردات في عام 2014 حوالي 1,7 مليار دولار أمريكي.
ويتسم توريد الأسلحة الروسية إلى العراق بأهمية خاصة على خلفية تدهور الوضع الأمني في العراق بسبب نشاط عناصر تنظيم "داعش" المتطرف، واستخدمت مروحيات "مي-35" و"مي-28" الروسية كثيرا في عمليات أمنية ضد التنظيم الإرهابي، كما استخدمت القوات المسلحة العراقية في محاربة "داعش" منظومة الصواريخ المضادة للدبابات "كورنيت".
كما أعلنت وزارة الدفاع العراقية في فبراير/شباط عام 2015 أن استخدام طائرات الهجوم من نوع "سوخوي" ساعد إلى حد كبير على تحرير عدد من المدن والبلدات العراقية من سيطرة "داعش".
وتجري روسيا والعراق اتصالات منتظمة على مستوى وزارتي الدفاع للبلدين، وعقد وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو والعراقي سعدون الدليمي آخر لقاء بينهما في يوليو/تموز الماضي في موسكو وبحثا التعاون الثنائي وقضايا الأمن الدولي وآفاق توقيع عقود جديدة وتدريب ضباط.