الرئيسان الأمريكي والكوبي يجتمعان لأول مرة منذ نصف قرن
أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الكوبي راؤول كاسترو لقاء غير مخطط مسبقا في بنما، أثناء قمة الأمريكيتين، السبت 11 نيسان، وذلك في أول اجتماع من هذا النوع منذ 50 عاما.
وفي وقت سابق من يوم السبت، قال أوباما، في كلمته خلال قمة الأميركيتين في بنما، إن التقارب بين واشنطن وهافانا يشكل "منعطفا" بالنسبة للأميركيتين.
وأضاف: "جلوسي والرئيس كاسترو هنا اليوم يمثل حدثا تاريخيا"، ووصف اللقاء بين الرئيسين باراك أوباما وراوول كاسترو باللقاء التاريخي والصفحة الجديدة في العلاقات بين البلدين.
وأكد أوباما أمام القادة المجتمعين في قمة الأميركيتين في بنما، أن تغيير سياسته إزاء كوبا والتقارب بينها وبين الولايات المتحدة يشكل "نقطة تحول" بالنسبة للمنطقة، مقرا بأنه ستظل خلافات بين البلدين اللذين يتفاوضان على استعادة العلاقات الدبلوماسية المنقطعة منذ عام 1961.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن البلدين سيواصلان الدعوة إلى تطبيق المبادئ العالمية والدفاع عن القضايا الهامة.
وبدوره أشاد الرئيس الكوبي راؤول كاسترو في خطاب مطول بأمانة أوباما ووصفه بـ"الرجل النزيه"، داعيا إلى إلى رفع الحظر الأميركي على بلاده.
وطلب راؤول كاسترو من واشنطن "قرارا سريعا" بشأن سحب كوبا من اللائحة الاميركية للدول التي تتهمها بدعم "الارهاب"، قائلا إن مسألة الحظر المفروض على بلاده منذ 1962 "يجب أن تحل"، مؤكدا أنه سيعتبر "قرارا أمريكيا سريعا" بسحب بلاده من لائحة دعم الإرهاب "خطوة إيجابية".
وكان البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والكوبي راؤول كاسترو سيتحادثان على هامش اجتماع رؤساء الدول الـ35 في قمة الأميركيتين في أول حوار بين رئيسي الدولتين منذ 1956، أي قبل خمس سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا.
وعلى جدول أعمال المحادثات، استئناف العلاقات الدبلوماسية التي تأخرت على الرغم من ثلاث جولات من المفاوضات على مستوى عال في هافانا وواشنطن، إضافة إلى العقبة الرئيسية لإعادة فتح السفارات وهي وجود كوبا على اللائحة الأميركية للدول المتهمة بدعم الإرهاب.
وأفاد البيت الأبيض أن أوباما "ليس في مرحلة اتخاذ قرار في هذا الشأن"، لكنه لم يستبعد "إعلانا ما" في بنما.
ومنذ الإعلان التاريخي عن التقارب مع كوبا، طلب أوباما من الكونغرس العمل على رفع الحظر لأنه لا يستطيع البت في ذلك بمفرده، لكن المجلسين منقسمان بشأن هذه القضية.
وبانتظار قرار من الكونغرس، اتخذ أوباما سلسلة إجراءات تخفف الحظر بحدود صلاحياته الرئاسية، لكن هافانا اعتبرتها "غير كافية".
وسجلت قمة الأميركيتين التي تجمع خلال يومين نحو ثلاثين من قادة الدول، حضورا غير مسبوق لكوبا التي استبعدتها الولايات المتحدة ومنظمة الدول الأميركية من الاجتماعات والمنابر الكبرى في القارة.
يذكر أن وزارة الخارجية الأميركية بدأت مساء الخميس خطوات لرفع عقبة أولى متمثلة بإدراج كوبا في القائمة الأميركية للدول المساندة للإرهاب إلى جانب السودان وسوريا وإيران.
وطالب رئيس فنزويلا نيكولا مادورو خلال اجتماع الأمريكيتين في بنما، الولايات المتحدة برفع العقوبات عن بلاده وسحب اعتبارها تهديدا على الأمن القومي الأميركي، مؤكدا استعداده للحوار مع الرئيس الأميركي باراك أوباما لحل الخلافات بين البلدين.
وأكد نيكولا مادورو خلال جلسة علنية لقمة الأميركيتين في بنما، "أنا مستعد للتحدث إلى الرئيس أوباما بهذا الشأن باحترام وصدق حينما يرغب في ذلك"، مضيفا "أنا أمد لكم اليد لحل المشاكل العالقة".
وأعرب الرئيس الفنزويلي عن أسفه لعدم رد البيت الأبيض على الرسائل التي وجهها له منذ بدء ولايته قبل عامين.
وذكر مادورو أنه تمكن من جمع 11 مليون توقيع للمطالبة بأن تلغي واشنطن مرسوم يفرض عقوبات على مسؤولين فنزويليين كبار، وأكد أنه سيتم تسليم التواقيع "عبر القنوات الدبلوماسية" إلى السلطات الأميركية.
يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقع في بداية شهر مارس/آذار، مرسوما يفرض عقوبات على مسؤولين فنزويليين كبار اتهموا بعدم احترام حقوق الإنسان ويصف فنزويلا بأنها "تهديد" للأمن الداخلي للولايات المتحدة.