البيان الختامي عن أعمال اجتماع الدورة الثانية للجنة المتابعة للقاء اليسار العربي
بضيافة رفاقية كريمة من حزب التقدم والاشتراكية المغربي، برئاسة أمينه العام الرفيق محمد نبيل بنعبد الله، وحضور الرفيق الدكتور خالد حدادة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، انعقدت بالعاصمة المغربية الرباط، الدورة الثانية للجنة المتابعة للقاء اليسار العربي.
وقد ناقشت في أجواء رفاقية اتسمت بالمسؤولية والانفتاح والشفافية، الأوضاع العامة، خاصة في المنطقة العربية، كما ناقشت القضايا كافة المدرجة في جدول أعمالها، بما في ذلك قضية انعقاد الدورة الخامسة للقاء اليسار العربي، وفي ختام أعمالها أصدرت البيان التالي:
توقفت اللجنة أمام الظواهر السياسية الخطيرة التي بدأت تجتاح المنطقة، ممثلة بالمنظمات الأصولية الإرهابية المتطرفة،ومشاريعها التقسيمية التدميرية الفاشية المعادية للشعوب ولتطلعاتها نحو المستقبل، ورأت فيها مؤشرا على مدى الانهيار الذي أصاب النظام العربي، وفشله في إدارة قضايا الشعوب العربي، وتلبية حاجاتها الإنسانية، ورأت في ظاهرة المنظمات الأصولية الإرهابية المتطرفة خاصة منظمة "الدولة الإسلامية" "داعش" هي نتاج سياسات الاستبداد والقهر والقمع والتهميش التي اتبعتها الأنظمة العربية، شكلت مدخلال لكل أشكال التدخل الأجنبي في المنطقة، وخاصة ما يسمى بالتحالف الدولي الذي تزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، في سبيل تحقيق أهدافها الثابتة في المنطقة والحفاظ على مصالحها الإمبريالية في اتجاهاتها الثلاثة:
ضمان ما يسمى بأمن إسرائيل وتفوقها على الأنظمة والشعوب العربية،
مواصلة الهيمنة على نفط المنطقة وثرواتها، وضمان بقائها سوقا استهلاكية لمنتوجات الرأسمالية العالمية،
وأخيرا وليس آخرا، السيطرة على طرق المواصلات.
إن لجنة المتابعة تؤكد أن التصدي لسياسات الإرهابية للقوى الأصولية المتطرفة، هو مهمة ملقاة على عاتق القوى اليسارية والديمقراطية والوطنية والحداثية، لأنها باتت تهدد مستقبل المنطقة ومستقبل شعوبها كافة، كما توفر ذريعة إضافية للعدوان الإسرائيلي لتبرير سياسة تهويد الكيان الصهيوني والتمسك بما تسميه تل أبيب بالاعتراف بيهودية الدولة
كما تؤكد اللجنة أن محاربة المنظمات الإرهابية لا يكون بالتحالف مع قوى الاستبداد والقمع والتهميش، بل يتطلب استحداث برامج تطويرية تطال النظام السياسي العربي ببرامجه الاقتصادية والتربوية والثقافية والإعلامية ونشر الديمقراطية وتوفير العدالة الاجتماعية وتعزيز دور المرأة والشباب، ومكافحة البطالة والجهل والأمية، والانحرافات الإعلامية التضليلية، ورأت اللجنة أن تحقيق هذه الأهداف هي مهمات وطنية من الطراز الأول ملقاة على عاتق كافة فئات المجتمع.
2 – توقفت اللجنة أمام التجربة المغربية وثمنت عاليا الدور الذي يلعبه حزب التقدم والاشتراكية من موقعه في المؤسسات التشريعية والتنفيذية في تطوير المؤسسات الوطنية، وتعميق الديمقراطية ورسم البرامج والقوانين الهادفة إلى الارتقاء بمستوى الحياة العامة للبلاد، وتعزيز حقوق المرأة والشباب، والعمال والمهمشين، وتمنت اللجنة على القوى اليسارية والديمقراطية في المغرب استعادة الآليات الائتلافية والتحالفية لدعم وتطوير مسار التحول الديمقراطي الذي تشهده البلاد، والدفاع عن القضايا الاجتماعية لعموم الشعب المغربي وتؤكد وقوف القوى اليسارية العربية إلى جانب الشعب والدولة في المغرب، في التصدي للإرهاب،
وتوقفت اللجنة في السياق ذاته، أمام الأوضاع في منطقة الساحل حيث يتم تجنيد القوى الأصولية الإرهابية المتطرفة وما يشكله ذلك من مخاطر أمنية حقيقية، داعية إلى تعاون إقليمي بما يصون سيادة ووحدة دول شمال أفريقيا ومنطقة الساحل ، وفي هذا الإطار دعت إلى حل فوري لقضية الصحراء على أساس الحل الأممي، بما يفتح الأفق لعلاقات مغربية جزائرية من نوع جديد بما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين وكل شعوب المنطقة.
3- أكدت اللجنة وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة ضد الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا، وتهديداته المستمرة لأمن لبنان وسيادته واستقلاله، كما أكدت وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني في تصديه للإرهاب، وشددت على ضرورة التغيير الديمقراطي للنظام سياسيا واقتصاديا، وبما يخرج البلاد من أزماتها السياسية المستعصية ويبقيها عرضة لكل أشكال التدخل الخارجي.
4- ثمنت اللجنة، عاليا، صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال والاستيطان، وأشادت بالدور البطولي الذي لعبه الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في التصدي للهجمة العدوانية المسماة "الجرف الصاعد" وأشادت بشكل خاص بالدور الذي لعبته القوى اليسارية الفلسطينية في معارك الدفاع عن القطاع. ودعت إلى مواصلة النضال، وبدعم تام من قبل القوى اليسارية والديمقراطية والوطنية العربية والقوى العالمية المحبة للسلام، إلى حين إسقاط الحصار عن القطاع وإعادة اعمار ما هدمه العدوان، كما أدانت الاعتداءات المتتالية على القدس العربية عاصمة دولة فلسطين، ودعت إلى توحيد الجهود لصون المدينة من التهويد والأسرلة، وإلى مساندة الشعب الفلسطيني في تحركاته نحو المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية لمحاكمة قادة العدو على جرائم الحرب التي ارتكبوها، ونزع الشرعية عن الاحتلال، وعزل الكيان الصهيوني، وتأمين حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير والاستقلال والخلاص من الاحتلال والاستيطان.
5- أكدت اللجنة وقوفها إلى جانب شعب العراق في تصديه للإرهاب الأصولي المتطرف، وفي دفاعه عن وحدة أراضيه ضد مشاريع التقسيم والتفتيت، ودعت إلى إدخال إصلاحات عميقة على بنية النظام في سبيل بناء الدولة المدنية الدمقراطية، بما يفتح الباب أمام المصالحة الوطنية وإعادة بناء المؤسسات على أسس ديمقراطية، وإعادة بناء جيش البلاد على أسس وطنية خارج سياسات الاستقطاب الطائفي المذهبي المقيت، وصون ثروات البلاد من النهب الداخلي والخارجي، ودعت إلى وقف التدخل الإقليمي والدولي في شؤون العراق.
وأكدت الجنة، دعمها ومساندتها للشعب العراقي في مواجهة المشروع الأصولي الإرهابي المتطرف، وشددت على قناعتها بضرورة وإمكانية إلحاق الهزيمة بهذا المشروع، ولعل ما حققه الشعب العراقي، من انتصارات وصمود في عدة مناطق لدليل على ذلك.
6- أدانت اللجنة سياسة القمع والترهيب التي ينهجها نظام الخرطوم ضد الحركة الشعبية في البلاد، والتي تستهدف إبقاء السودان تعيش في دوامة القهر والفقر والجهل والحروب الأهلية، ودعت إلى ضرورة إعادة بناء نظام ديمقراطي، يكفل المشاركة الوطنية لكل مكونات الوطن السوداني على اختلاف مشاربها، العرقية، والدينية وغيرها، دون تمييز أو تهميش، كما دعت إلى ضرورة بناء سياسات اقتصادية واجتماعية تكفل الحياة الكريمة لكل فئات الشعب وتضع حدا للهدر والفساد والسطو على ثروات البلاد.
7- دعت اللجنة إلى وقف الاعتقالات والملاحقات السياسية في دول الخليج وبشكل خاص في البحرين والكويت، والسعودية، وإلى إدخال إصلاحات ديمقراطية على الأنظمة السياسية، وإتباع سياسات اقتصادية تضع حدا لسياسة النهب الامبريالية لثروات الخليج.
كما تدعو إلى تفكيك وترحيل القواعد العسكرية الأجنبية من دول الخليج، وإخراج الأساطيل الأمريكية والأجنبية من مياهه الإقليمية، ووقف سياسة تحويل الخليج ودوله إلى محطات لممارسة العدوان على شعوب المنطقة.
8- رحبت اللجنة بنجاح العملية الديمقراطية التي شهدتها تونس في الأيام الأخيرة وأدت إلى ولادة مجلس جديد للنواب على عاتقه قيادة البلاد، بالتعاون مع الحكومة ومؤسسة الرئاسة، بما يحقق الأهداف التي من أجلها اندلعت الثورة التونسية، بما فيها تعميق الديمقراطية وتوفير العدالة الاجتماعية، وضمان حرية الرأي وحرية التعبير، والتصدي للإرهاب الذي يهدد سلامة البلاد وأمنها.
ووجهت اللجنة التحية إلى القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية في تونس على دورها في إنجاح التجربة الديمقراطية، وخصت بالتحية الرفاق في الجبهة الشعبية في تونس وهنأتهم على ما حققوه من تقدم في الانتخابات. ورأت في ذلك مسؤولية ملقاة على عاتق قوى اليسار في تونس، للعب الدور المنشود منها في تطوير بلاده وصون حقوق شعبها.
9- أدانت اللجنة التدخلات الأجنبية على أرض سوريا الشقيقة، ودعت إلى وقف كل هذه التدخلات، كما أدانت السياسات الفاشية التي تتبعها المنظمات الأصولية الإرهابية المتطرفة في بعض المحافظات السورية، ورأت في ذلك مشروعا امبرياليا لتقسيم سوريا وتفتيها والقضاء على دورها العربي والإقليمي، ودعت اللجنة إلى وقف كل هذه التدخلات، كما دعت إلى وضع حد للأزمة السورية من خلال حل سياسي وسلمي يقوم على حوار وطني شامل يجمع كافة الأطراف المعادية للتدخل الخارجي والحريصة على وحدة سوريا ووحدة الدولة فيها، وتطوير نظامها السياسي بما يوفر لشعبها حقه في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والازدهار الاقتصادي والأمن والاستقرار.
10- أدانت اللجنة السياسات الإرهابية التي تتبعها القوى الدينية في مصر على اختلاف اتجاهاتها، خاصة القوى الأصولية المتطرفة، ورأت في ذلك تعديا على مصالح الشعب المصري ودولته، وعلى تطلعه نحو مواصلة مسيرة الثورة المصرية لبناء مستقبل جديد لمصر، تستعيد من خلاله دورها الإقليمي، وتؤمن لشعبها حاجاته الأساسية في العمل والصحة والتعليم والسكن الصحي، والأمن والاستقرار وتؤمن لشباب مصر تطلعاته نحو مستقبل زاهر، في خدمة الوطن والشعب. وحية اللجنة الدور الذي تلعبه القوى اليسارية والديمقراطية لمصرية في تصويب مسار الثورة، والنضال من أجل قوانين ديمقراطية تضمن تطوير النظام السياسي وتضمن التعددية السياسية، وتعميق حرية الرأي والاجتماع والتظاهر والتنظيم.
11- أكدت اللجنة عزم القوى اليسارية العربية على النضال من أجل تطوير علاقة اليسار العربي، مع قوى اليسار والديمقراطية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وعموم القوى الديمقراطية واليسارية في العالم، من موقع حرصها على التضامن بين الشعوب في نضالاتها من اجل حقوقها وفي مواجهة مشاريع الإمبريالية والصهيونية العالمية.
وفي ختام أعمالها اتخذت اللجنة سلسلة من القرارات، من بينها عقد الاجتماع الخامس للقاء اليساري العربي في شباط / فبراير من العام القادم 2015، ورحبت بدعوة حزب التقدم والاشتراكية لعقد اللقاء في المغرب في ضيافة الحزب وتحت رعايته.
عن لجنة المتابعة للقاء اليساري العربي
الحزب الشيوعي اللبناني
الحزب الشيوعي السوداني
الحزب الشيوعي العراقي
حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد بتونس
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
الحركة التقدمية الكويتية
حزب التقدم والاشتراكية المغربي
الرباط في9/11/2014