وجدتها: أي نوع من المخاطر؟
يسعى الأشخاص الذين يديرون الشركات الكبرى - وفي الواقع، أولئك الذين يديرون أعمالاً بأحجامها المختلفة- إلى تعظيم الأرباح، ليس لأنهم مضللون، ولكن لأن تلك هي وظيفتهم في اقتصاد رأسمالي.
نشرت صحيفة الجارديان مؤخراً مقالة رأي كتبها محررها الاقتصادي لاري إليوت، والتي قال فيها: إن الرأسمالية تستطيع إنقاذ الحضارة من حالة الطوارئ المناخية العالمية.
وهنا مقتطفات مما كتبه إليوت:
“الابتكار هو ما تدور حوله الرأسمالية، لقد حدث تقدم سريع مذهل في تطوير بدائل نظيفة للفحم والنفط والغاز. لقد انهارت تكلفة إنتاج الكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح. كما تم إحراز تقدم كبير في تكنولوجيا البطاريات، وهو أمر حيوي بالنسبة للجيل الجديد من السيارات التي تعمل بالكهرباء” .
هذه حجة غالباً ما تُسمع: أن الاقتصادات الرأسمالية ستمنع الكارثة المناخية لأن التكنولوجيات «الخضراء» أصبحت أرخص بفضل الابتكار.
لكن كل هذا الابتكار الذي نشاهده له هدف واحد فقط، وهو تحقيق الأرباح. وفي حين أنّ الاقتصادات الرأسمالية قادرة على تفتيت أنظمة الطاقة المتجددة المحسنة، أو التقنيات ذات الكفاءة في استخدام الطاقة، إلّا أنها أفضل في إنتاج تكنولوجيات ومنتجات جديدة تستهلك الطاقة- وتلك التي تصبح أرخص أيضاً.
وعلاوة على ذلك، فإن التحليلات الأخيرة التي تدل على أن 100% من الطلب الحالي والمتزايد على الطاقة، يمكن في يوم من الأيام أن يكون ناتجاً عن مصادر متجددة مبنية على افتراضات سيئة ونماذج معيبة، ولكن حتى إذا كانت الرؤية «100٪» قابلة للتحقيق، فإنها ستترك المليارات من الناس في جميع أنحاء العالم الذين يعانون بالفعل من فقر الطاقة.
“يرى الأشخاص- الذين يديرون الشركات الكبرى- وظيفتهم بأنها تعظيم الأرباح على المدى القصير، حتى لو كان ذلك يعني إحداث ضرر لا يمكن إصلاحه في النظام البيئي العالمي. والأكثر من ذلك، إنهم يعتقدون أن عليهم أن يكونوا أحراراً في الحصول على أقصى قدرٍ من الأرباح دون أي تدخل من السياسيين”.
إن الهدف المشترك لكل من القطاعين العام والخاص، هو: نمو الناتج المحلي الإجمالي السريع والمستدام، وبالتالي فإن الإجراءات المناخية الوحيدة التي ترغب الشركات أو الحكومات في اتخاذها هي تلك التي لن تخاطر بتباطؤ تراكم الثروة. عندما يقول إليوت إن (الرأسمالية يجب أن تحمل المخاطر)، فهو لا يعني ذلك النوع من المخاطر! ولهذا السبب لم تتخذ أية حكومة بعد الإجراءات اللازمة للحد من انبعاثات الكربون بشكل حاد.