قلب الإنسان ليس بناءً تكنولوجياً. ماذا عن 5G ؟

قلب الإنسان ليس بناءً تكنولوجياً. ماذا عن 5G ؟

لقد لعب انبهار البشر بالتقدم المادي ما بعد الثورة الصناعية الذي تقوده الروح الاستهلاكية، الدور المهيمن في الاتجاه الذي سلكته المجتمعات الغربية. وأدخلت «الآلة»، جنباً إلى جنب مع الثروة المادية والمالية اللازمة لامتلاكها وتشغيلها، قيماً سبقت هيمنتها وهي ذات تأثير كبير على الإنسان.

جوليان روز
عن موقع غلوبال ريسيرش
وقد وصلنا إلى النقطة التي لم يعد يمكننا الادعاء بأن هذه الابتكارات تدور حول «تقليل عبء العمل» ، ولكنها تقدمت بشكل شبه علني مدّعية أنها علاج ملائم، بالكاد يستطيع المجتمع الغربي المتعطش أن يكون فعالاً بدونه.
ومما يثير الجدل، أن كل خطوة على طريق هذه النقطة التجريدية تضمنت قفزات من التفكير الخيالي الذي يعتمد على مبادئ حيوية كونية. إنّ طاقة الميكروويف الاصطناعية التي اكتسبت مثل هذه الأهمية خلال العشرين سنة الماضية، قد ساعدت في تغيير إيقاع ونبض الطاقة، وبذلك قدمت للبشر نموذجاً موازياً للعيش فيه أي حقيقة اصطناعية.
وهنا أقدم هذا السؤال: لماذا يكون السعر الإضافي الذي يدفعه الناس والنباتات مرتفعاً جداً؟ إذ من المحتمل جداً أن يقوض النسيج الحي للكوكب إلى نقطة لا يمكن فيها العودة إلى الطبيعة. إلى حالة تصبح فيها الحياة الكوكبية نسخة «افتراضية» من النسخة الأصلية. جينات معدلة من الحياة الحقيقية.
اليد الخفية للسيطرة
إنّ ما نسميه «مستوى معيشة مرتفع» في الغرب يتطلب الآن الوصول إلى مجموعة كاملة من الأجسام الكهرومغناطيسية والموجات الصغرية والإلكترونية التي انفجرت في الأسواق العالمية في العقدين الماضيين- مما خلق سحابة دائمة من الضباب الدخاني الكهرومغناطيسي- ملائمة بشكل مناسب على هيئة «اليد الخفية للسيطرة» المفضلة لسجن الجنس البشري.
إن أحد المكونات الأساسية لهذه السيطرة على الدماغ البشري هو ما يسمى بـ «التفرد» ، وهو عبارة عن نقطة متقاطعة تفوق فيها القدرة الحاسوبية قدرة الدماغ البشري المعقولة على ممارسة إجراءات صنع القرار اليومية العادية. المكان الذي تصبح فيه الهندسة الوراثية والحقائق الاصطناعية النانوية هي القاعدة، ويعبّر البشر عن الخط الأحمر الذي يحافظ على الإنسانية منفصلة عن كونها مدمجة في سباق مع الأبطال الخارقين مبرمج تقنياً. عند هذه النقطة، سيكون الجنس البشري قد فقد الاتصال مع كل حقيقته الواقعية تماماً.
إننا ندرك بحدة أن الموجات الكهرومغناطيسية التي تنبعث من هذه الجسيمات- ومن الأبراج التي تقدم إشاراتها النابضة- قد تعطل أيضاً صدى الخلفية (رنين شومان) الذي يوفر التوازن للجسم، ويسبب هروب الطيور والنحل والحشرات الأخرى، ويؤثر على نمو النباتات واستقرارها- هل من المتوقع أن يعمل أولئك الذين يمتلكون هذه الأدوات على تحرير أنفسهم من إدمانهم السام؟
أولويات الحياة اليومية
لو أبقيت كل التكنولوجيا في حجمها سليمة وإنسانية إلى حد كبير، لكان من المستحيل أن نتوصل إلى أسلحة الدمار الشامل التي تتسلح بها بلداننا اليوم.
إن التهديد السريع لنشر الجيل الخامس من واي فاي، الذي يرسل موجات الميكروويف العنيفة والمتقلبة والمضبوطة بنفس طول الموجة تماماً المشابه للقشرة المخية الحديثة للإنسان، يجب أن يكون بمثابة تقنية الخط الأحمر الخطرة. لأنه حرفياً لا يمكن تحمله من قبل الكائنات الحية لدينا: جسدياً ونفسياً وعقلياً.
تعرضت المملكة الحيوانية والنباتية بأكملها، بالفعل لضرر من الأمواج 2 و 3 و 4 جي، عند تعرضها له، لا تستطيع البقاء على قيد الحياة أوالاحتفاظ بأيةِ فرصة للبقاء بالفعل.
مشروع 5G
من المقرر وضع مشروع 5G قيد التنفيذ في العام المقبل، 2019. وتهدف الخطة إلى إطلاق أكثر من أربعة آلاف من الأقمار الصناعية في الغلاف الجوي العلوي للكوكب على مدى عامين. تم تصميم هذه الأقمار الصناعية لتغطية كل بوصة مربعة من الكوكب بشبكة واي فاي ذات إخراج لا مثيل له. لن يفلت أي مكان من تأثير شبكة الأمواج ذات 360 درجة. وفي الوقت نفسه، سيتم بناء الملايين من «الصواري» الجديدة لنقل أمواج واي فاي الإضافية إلى المدن والبلدات والمناطق الريفية في جميع أنحاء الكوكب. وقد أثارت الإرسالات 2 و3 و 4G بالفعل مخاوف علمية عميقة حول تأثيرها على البشر والحيوانات والحشرات والحياة النباتية. وجاء 5G لتصعيد المخاوف الحالية إلى حد كبير حيث يمثل خطراً لا يمكن تصوره تقريباً على الحياة على الأرض.

ترجمة: جيهان دياب «بتصرف»