وجدتها الصدع الاستقلابي صورة لأزمة المناخ

وجدتها الصدع الاستقلابي صورة لأزمة المناخ

إذا كنت قد تساءلت يوماً عن الشكل الذي قد يبدو عليه التمثيل العلمي للصدع الاستقلابي، فما عليك إلا النظر إلى الشكل البياني الصاعد على الدوام منذ ستين عاماً. الذي نتذكره مع اقتراب عيد الميلاد الستين من منحنى «كيلنج»، والذي يعتبر الأساس لفهم دورة الكربون العالمية والاحترار العالمي.

كما هو الحال في الدفيئة، يدخل ضوء الشمس ويسخن الأشياء، ولكن الحرارة لا يمكن أن تخرج. فكلما زاد ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، كلما كان المناخ أكثر دفئًا.
تعتبر زيادة بنسبة 33٪ خلال 60 عاماً مصدر قلق خطير، ولكنها أسوأ بكثير مما تبدو عليه. في تسعينات القرن الماضي، قام العلماء بحفر ثقوب عميقة في الجليد القديم في القطب الجنوبي، حيث توفر النوى التي أزالوها سجلًا يبلغ 800 ألف سنة من مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. خلال كل هذا الوقت، من خلال العصور الجليدية والتوترات الدافئة، لم يكن مستوى ثاني أكسيد الكربون أعلى من 300 جزء في المليون. كانت تركيزات غازات الاحتباس الحراري أعلى من ذلك بالفعل عندما بدأ كيلنج العمل، وما زالت ترتفع.
ولكن هناك شيء آخر يلاحظ في منحنى كيلنج. قبل أن يكون الاتجاه الصعودي الثابت واضحاً، ترتفع مستويات ثاني أكسيد الكربون من تشرين الأول إلى أيار وتهبط من أيار إلى تشرين الأول، مما يؤدي إلى ظهور نموذج كالإسنان، كان أول شخص يرى الأرض تتنفس.
منذ عام 1958، ازداد اتساع التعرج بنسبة تصل إلى 50 ٪. يتم امتصاص ثاني أكسيد الكربون من قبل الغابات والنباتات في فصلي الربيع والصيف، ويتم إطلاق المزيد منه في الخريف والشتاء، ولكن هذا التغيير غير متوازن_ فالأعلى يرتفع بشكل أسرع من المستويات المنخفضة. يبدو أن النباتات تكافح لتستغله قدر الإمكان. وتشير دراسات أخرى إلى أن زيادة تناول ثاني أكسيد الكربون يساعد على نمو النباتات بشكل أسرع، ولكنه يقلل من القيمة الغذائية للمحصول.
ما يظهره منحنى كيلينغ، إذاً، هما انشقاقان منفصلان ولكنهما متصلان في عملية التمثيل الغذائي للأرض. أولاً: زيادة في إجمالي ثاني أكسيد الكربون المتراكم خلال 800000 سنة على الأقل من التاريخ. ثانياً: تؤدي زيادة ثاني أكسيد الكربون إلى تغيير الطريقة التي تمتص بها النباتات، وينبعث منها ثاني أكسيد الكربون، وهذا بدوره يغير دورة موسمية لم تتغير على الأرجح لمئات الملايين من السنين.
يوضح منحنى كيلنج أن الأرض لا تتنفس فقط، بل إنها تهتز. لا أحد يعرف ما هي النتائج على المدى الطويل؟!