وجدتها إنجلز والبروتينات

«الحياة هي طريقة وجود أجسام البروتين، والعنصر الأساس الذي يتكون من التبادل الاستقلابي المستمر مع البيئة الطبيعية خارجها.» قال فريدريك إنجلز هذه الجملة في تكثيف شديد لطبيعة الحياة.

هناك نكتة قديمة حول البستاني الذي رفض استخدام مجرفة جديدة، فقال: «إن المجرفة الذي أستخدمها هي أفضل ما لدي على الإطلاق»، على حد قوله: “لقد استبدلت المقبض ثلاث مرات والرأس مرتين». إن الكائنات الحية، مثلها مثل المجرفة، عبارة عن مجموعات متواصلة تتألف من أجزاء متقطعة، فأجسادنا في حالة تغير مستمر. فلا شيء دائم لدينا ككائنات حية.
يفكر علماء نظام الأرض الآن من حيث التطور المتقارب للحياة والكوكب، مدركين أن تطور الحياة قد شكل الكوكب، والتغيرات في بيئة الكوكب شكلت الحياة، ويمكن النظر إليهما معاً كعملية واحدة.
هناك العديد من المشككين الذين رفضوا التدهور الاستقلابي باعتباره مجرد استعارة لغوية، ويدعي آخر: أن ماركس كان مخطئاً لأن عمليات الاستقلاب هي عمليات كيميائية داخل الجسم. يرد الاقتباس من إنجلز في بداية هذه الزاوية على كليهما. الاستقلاب هو سمة أساسية في كل الحياة، وهو دائماً ما يشتمل على تبادل مع العالم خارج الكائن الحي، والتبادلات المرتبطة بشكل وثيق بالدورات البيوجيوكيميائية التي تشكل نظام الأرض بأكمله وتحافظ عليه.
لا يمكن للحياة أن تعيش بدون التمثيل الغذائي، ولا يمكن أن توجد عملية الاستقلاب دون تغيير العالم. إن إدراك هذا المبدأ خطوة أساسية أولى نحو فهم العلاقة بين المجتمع وبقية الطبيعة، وأسباب الأزمة البيئية الحالية.
بدأت أولى الخلايا التي ظهرت على الكوكب الجرد على الفور في تغيير العالم، وتغيرت هي نفسها في هذه العملية. لم تكن هناك خطة ولا مصمم: كانت الثورات الخمس التي أوجدت وشكلت المجال الحيوي نتائج ملايين السنين من التجارب الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية، التي تمت تصفيتها بالانتقاء الطبيعي.
إن تاريخ الحياة على الأرض، وبالتالي تاريخ البشرية، هو في نهاية المطاف تاريخ الطرق المتغيرة التي حصلت بها الكائنات الحية، وعملت على معالجة المادة والطاقة وتبادلها. أنتجت أربعة مليارات سنة من التطور المشترك أنواعاً لا حصر لها وشبكات حياة متصلة بالاستقلاب على كل مستوى، من أصغر خلية إلى الكوكب بأكمله.