وجدتها الشركات النفطية المارقة
حذر العلماء شركة رويال داتش شل، عملاق النفط من الخطر الذي تشكله انبعاثات الوقود الأحفوري على كوكب الأرض، في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وفقاً لدفعة من الوثائق حصل عليها صحفي هولندي ونشرت في .Climate Files
ويقول المناصرون للبيئة: إن الوثائق التي تدعم تقارير وتحقيقات نُشرت العام الماضي، تدل على الفجور «المذهل» لشركات النفط والغاز. ومن المتوقع أن تساعد هذه السجلات الجهود العالمية لجعل الصناعة مسؤولة عن مساهماتها في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وإحدى هذه الوثائق، هو تقرير سري لعام 1988 بعنوان «تأثير الدفيئة»، يوجز دراسة شاملة لعلوم المناخ والتأثير المتوقع للوقود الأحفوري، ويكشف أن الشركة كانت سراً على علم بهذه التحليلات منذ عام 1981. ويقر التقرير، الدور المركزي الذي يلعبه الوقود الأحفوري_ وخاصة النفط_ في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.
“على الرغم من أن انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، من خلال العديد من العمليات الطبيعية»، يشير التقرير إلى أن «السبب الرئيس لزيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون هو حرق الوقود الأحفوري”.
هذا التأكيد الأخير على أن شل، على مدى أكثر من ثلاثة عقود، كانت على دراية بشكل خاص بمساهمات منتجاتها في أزمة المناخ، ولكنها اختارت التشجيع العلني للشكوك حول علم المناخ، تشابه نتائج مماثلة حول شركة إكسون موبيل في عام 2015.
“تمامًا مثل إكسون، أدركت شل أخطار التغير المناخي، وبدلاً من ذلك اختارت الشروع في حملة طويلة من الخداع. كما تؤكد هذه التقارير من جديد: أن شركات الوقود الأحفوري كانت_ وستظل دومًا_ لاعباً سيئاً.
ويؤكد الخبراء: «أن جميع المسؤولين والمؤسسات المنتخبة، أصبحوا على علم، ليس هناك عذر متبقٍّ لوجود علاقات مع هذه الشركات المارقة». «إن الأمر متروك لنا جميعاً لأن نبقي أمثال شل، وأن نبني العالم الخالي من الوقود الأحفوري، الذي يضع الناس وكوكبنا في المقام الأول.”
إن الصناعات النفطية مرتبطة بنمط إنتاج يعتمد على الوقود القابل للاستنفاذ، وعلى الاستهلاك الكبير للوقود، دون النظر في عواقب هذا الاستهلاك المفرط.
إن تغيير أنماط الإنتاج جميعها، بما فيها أنماط الطاقة الضرورية للاستهلاك فيها، بات ضرورة موضوعية يفرضها انهيار النظام البيئي المناخي المتسارع.