وجدتها: هل ستبقى الأرباح أولاً؟

وجدتها: هل ستبقى الأرباح أولاً؟

عاشت البشرية فترة قصيرة نسبياً من وجودها الذي زادت مدته عن 300 ألف عام في الرأسمالية وما سبقها من التشكيلات الاجتماعية المعتمدة على عدم المساواة الطبقية، وها نحن اليوم على مشارف تشكيلة جديدة بدأ العلماء يرسمون ملامحها من وجهات نظر متعددة وإحداها وجهة النظر البيئية، بعدما أوصلت الرأسمالية البشرية بسعيها نحو الربح إلى حافة الانهيار.

هذا الانهيار ليس قدراً فمن المؤكد أن القرارات المتخذة بشأن الإنتاج والاستهلاك ستؤكد على الآثار الإيجابية على البشر، وعلى صحة البيئة الأوسع نطاقاً لهذه التغيرات، بدلاً من الأرباح والثروة، التي يتمتع بها عدد قليل في التشكيلة الحالية.

نحن نعرف كيفية استخدام طرق سليمة بيئياً لإنتاج ما نحتاجه لحياة طيبة. وسوف نتعلم أكثر مع مرور الوقت، ونعرف بالفعل كيفية زراعة غلة عالية من المواد الغذائية، وخلق التربة السليمة باستخدام الممارسات السليمة بيئياً (دون المبيدات الاصطناعية والأسمدة) وكيفية إنتاج الطاقة الأنظف باستخدام مصادر متجددة وكيفية تخزين الطاقة من مصادر متقطعة مثل الرياح والطاقة الشمسية. وكيفية إعادة تدوير النفايات وتربية حيوانات المزرعة بطريقة إنسانية، وحصاد أسماك المحيط واستخدام المياه الجوفية بشكل مستدام.
تحت ظل الرأسمالية، يكون الناس في خدمة الاقتصاد، كعمال ومستهلكين للسلع والخدمات. وعلى النقيض من ذلك، فإن اقتصاد المجتمع القادم سيكون في خدمة البشرية واحتياجاتها، وهو ما يشمل بالطبع بيئة بيولوجية ومناخية نظيفة، مع مسار لدورات طبيعية تعمل بكامل طاقتها. وبدلاً من [الاعتماد على] دافع الربح، فإن القرارات المتخذة بشأن إنتاج واستهلاك السلع المادية ستركز على وجود آثار إيجابية على البشر وصحة البيئة الأوسع نطاقاً.
وسيتعين على الشعب أن يضع تفاصيل المجتمع البيئية أثناء مشاركته في النضال والانتقال إلى مجتمع جديد. حيث يعيش الناس في وئام مع بعضهم البعض، وبقية العالم الطبيعي. وهي واحدة من مضامين المساواة الجوهرية والديمقراطية العميقة، حيث يقرر الشعب معاً ما هو مطلوب لحياة طيبة ومن ثم ضمان حصول الجميع على هذه الاحتياجات. ولا يمكننا أن نترك إمكانية الوصول إلى إمكانيات تعليمية وثقافية وترفيهية متنوعة، تتيح، جنباً إلى جنب مع الاحتياجات المادية للاجتماعات، لجميع الناس أن يحققوا إمكاناتهم البشرية، أينما تقودهم مصالحهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
825