وجدتها: لماذا نخاف من الإرهابيين؟

وجدتها: لماذا نخاف من الإرهابيين؟

في كتابه التلاعب بالوعي يتحدث سيرجي قرة مورزا عن كيف يتحكم الإعلام فينا من خلال تشجيع الإرهاب وتعزيزه، والهدف من وراء ذلك بشكل غير قابل للتأويل بغير ذلك.
لماذا لا نخاف من السفر بالسيارة ونخاف من الإرهابيين؟

قبل كل شيء لأن أقوياء هذا العالم غير مهتمين إن كنا نخاف من السيارة. لذلك فإن تلفزيونهم لا يعرض لنا من الصباح حتى الليل جثث ضحايا حوادث السير المشوهة. لو أنهم عرضوها بالتواتر نفسه، كما يعرضون ما تقترفه أيدي الإرهابيين لأصابنا الذعر من السيارة.
من هنا يصير مفهوماً الاستنتاج الذي خلص إليه العلماء منذ زمن وهو أن الإرهاب نشأ بالتزامن مع نشوء وسائل الإعلام وهو مرتبط به ارتباطاً وثيقاً. الإرهاب المعاصر هو الأخ الشقيق للتلفزيون (ووسائل الإعلام الحديثة). لم يكن لقصف العراق أي معنى لو أن التلفزيون لم ينقلها إلى كل بيت.
كانت الصحف في القرن الماضي ضرورية جداً للإرهاب، لكنهم كانوا مضطرين على إراقة الكثير من الدماء، فالصحف لا تنشر مشهد الدماء. فالقراءة والسمع ليسا كالمشاهدة.
إننا لا نستطيع أن نعيش بلا صحف وتلفزيون (ووسائل تواصل اجتماعي جديدة) لكن هذه الوسائل يمكن أن تكون عوناً للإرهابيين في بث الخوف غير الملائم، ويمكنها أن تكون «معادية للإرهابيين».  إن التلفزيونات اليوم شريكة للإرهابيين.
للإرهاب أساس ثقافي هو العدمية- أي: رفض الأخلاق العامة. إنه نتاج الغرب الذي أعلن «حرب الجميع ضد الجميع» قاعدة في الحياة.
ترعى دول الغرب الإرهاب لديها ضمن حدود معينة. إنه أداة مهمة لحشد السكان حول السلطة («إننا مضطرون إلى أن نغفر لها الكثير، لأن الإرهابيين من غيرها سيقتلوننا جميعاً»). إن هذا أحد اقوى وسائل التلاعب بالوعي وتشتيت انتباه المجتمع عن خداع العلية. إن هذا أداة فاعلة في حشد الشباب الراديكالي من طبقات المجتمع المنبوذة، وتوجيه طاقتهم نحو أهداف مزيفة.
هناك إمكانية وحيدة هي اجتثاث الإرهاب من حيث المبدأ. لكنّ هذا لا يمكن الوصول إليه «بوسائل الغرب»- أي: بالقصف الدموي، وإطلاق الصواريخ المجنحة «على القواعد»، واستئجار العملاء السريين. اجتثاث الإرهاب ممكن فقط بوسيلة وحيدة هي إعادة بناء شروط الحياة التي تحرم الإرهاب من القاعدة الاجتماعية والثقافية. شروط الحياة المرتكزة على التضامن وليس على التنافس.

معلومات إضافية

العدد رقم:
824