وجدتها: تجاوز عتبة الدرجتين الكارثية
تظهر دراسة جديدة أنه من غير المرجح أن ترتفع درجة حرارة العالم أقل من درجتين مئويتين. وتعد هذه العتبة مؤشرًا على بعض التغييرات الكارثية لشكل الحياة على الأرض.
تمر الأرض حاليًا بنقطة حرجة في تطورها، وعندما يتعلق الأمر بتغير المناخ يبدو أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة، أو نأمل على الأقل أنها النقطة التي يشار إليها عادة «بالنقطة الفاصلة». فوفقًا لدراسة أخيرةٍ نُشرت في دورية نيتشر كلايمت تشينج، من غير المرجح أن ترتفع درجة حرارة الأرض أقل من درجتين مئويتين بحلول العام 2100.
وتعد هاتان الدرجتان مؤشرًا مهماً للاحترار على المستوى العالمي. ففي عام 1977 اقترح عالم اقتصاد من جامعة يال أن يكون ارتفاع درجتين مئويتين العتبة في قياس التغير المناخي العالمي. إن تجاوز هذه العتبة سيغير من شكل الحياة الذي نعرفه على الأرض. من الأمور المتوقعة ارتفاع مستوى البحار، وانقراض واسع للعديد من الأنواع، وأزمات جفاف فائقة، وتزايد الحرائق في الغابات، وأعاصير شديدة، وتناقص المحاصيل والمياه العذبة وذوبان الجليد القطبي. وتبنت اتفاقية باريس للمناخ هذه العتبة عند صياغة شروطها، ووضعت ارتفاع قدره 1.5 درجة مئوية كالعتبة الهدف.
وقد يكون الواقع أسوأ من ذلك: إذ تظهر دراسة جديدة أن هناك احتمالية بنسبة 90 بالمئة لارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين، ما يجعل الارتفاع الكلي يصل إلى 4.9 درجة مئوية. يقول الباحث الرئيس أدريان رافتري أستاذ العلوم الإحصائية وعلم الاجتماع في جامعة واشنطن «يتوافق تحليلنا مع تقديرات سابقة، إلا أنه يجد أن التوقعات المتفائلة غير مرجحة الحصول. فنحن أقرب إلى الهامش مما نظن.»
من المتوقع أيضًا أن ترتفع نسب الوفيات الناتجة عن مسببات وآثار ارتفاع درجات الحرارة العالمي، وتقدر منظمة الصحة العالمية أنه يمكن عزو 12.6 مليون حالة وفاة إلى التلوث فقط. ويتوقعون أيضًا أن تغير المناخ سيكون مسؤولًا بين عامي 2030 و2050 عن زيادة عدد الوفيات بمقدار 250 ألف حول العالم.
لا يزيد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس التفاؤل أيضًا، إلا أن العديد من الدول يتابعون الالتزام بما تخلت عنه الحكومة الأمريكية. فعلى الرغم من الأمل الضئيل في تجنب تجاوز عتبة الدرجتين مئويتين، إلا أنه يوجد أمل أننا نستطيع العمل والتعاون معاً من أجل تغيير النظام العالمي الذي أوصلنا إلى هذه الحال.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 823