وجدتها:إقامة الصلات  بين السلوك والتطور؟

وجدتها:إقامة الصلات بين السلوك والتطور؟

تحت عنوان «الأصول البيولوجية للسلوك البشري -إقامة الصلات بين السلوك والتطور»  الذي ترجمته الهيئة العامة المصرية للكتاب، قدم الكاتب تيموثي جولدسميث،  رؤيةً  متعددة الوجوه عن تضافر عدد من العلوم في صياغة علم جديد هو: 

علم النفس التطوري، حيث يشير ((جولدسميث)) إلى أن جوهر الإنجاز الذي توصل إليه «تشارلز داروين» يتمثل في توسعه في فكرة وحدة تفسير العلوم، وهو إنجاز علمي بالنسبة لزمانه والأزمنة التي  تلته. منه عرفنا: أن لكل تساؤل متعلق بعلم البيولوجيا زوجاً من الجوانب يختلف كل منهما عن الآخر.

وعند اتباع هذا المسار في تفسير الظواهر، وإرجاع المسببات إلى أحداث فيزيولوجية أو كيميائية حيوية، يتضح لنا أن مثل هذه الأحداث لا توضح العمليات الحاسمة التي جرت عبر التطور.

فالطاقم الوراثي لدى الخلايا البشرية، ينتظم في شكل مجاميع تعمل لتؤدي في نهاية المطاف إلى تكوين الشكل الظاهري للفرد، والشيء نفسه يوجد لدى الأنواع الحية الأخرى جميعها. فالمادة الوراثية هي المسؤولة عن تصميم الشكل الداخلي والخارجي للكائن الحي، ووظيفة كل عضو، وكذلك القيام بالسلوكيات المختلفة، وهذا يكفل نجاح انتقال المادة الوراثية متمثلة في الجينات فيما بين الأجيال المتلاحقة للنوع نفسه.

يعتبر الحرص الذي يبديه الجسم للحفاظ على مخزون الطاقة، من أبرز المشكلات التي يتعين على كل كائن حيّ حلها. فلا غرابة في أن تتوافر لدى جسم الإنسان آليات تصحيح ذاتية، تنشط عندما ينخفض مخزون الطاقة في الجسم، فالمسببات الفيزيولوجية تبرز سمات سلوكيةً  واضحةً يكشف عنها سلوك الكائن الحي، تعتبر في حد ذاتها تعبيراً عن غاية وظيفية من قبل البرنامج الوراثي.

إن التاريخ التطوري لأي كائن حي، يمكن أن يحوي دلائل تشير إلى وجود إمكانات تطورية ملزمة وملحوظة، عندما يكون سلوك الإنسان أكثر حداثةً ويمكن قياسه بإحدى الطرق الفيزيائية أو الكيميائية. والاختلاف يوجد في بعض الأسس الفيزيائية أو لا يوجد. حيث إن جميع الظواهر المرتبطة بالتطور العصبي تقوم على قواعد طبيعية وكيميائية ترتكز عليها. فبمرور الأزمنة ربما تزداد الفوارق الواضحة والكبيرة، بين المسببات المباشرة والمركبة، عندها يمكن القول: أنه لا يوجد ما يدعونا للقول أنه لكل ظاهرة بيولوجية عامل مسبب واحد لا يوجد غيره.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
801