بين الساعة الجزيئية وعلم المستحاثات
ترسم نشأة التماثل الجانبي علامةً لخطوة حاسمة في التطور المبكر للحيوانات.
يومئ التحليل الوراثي إلى أن التماثل الجانبي نشأ وظهر قبل ما يراوح بين573 و 656 مليون سنة، إلا أن الخلاف يشوب هذا التاريخ لأسباب عديدة، أقواها: أنه حتى الآن ترجع أقدم (المستحاثات) المتماثلة الجانبين إلى555 مليون سنة مضت فقط.
إن المستحاثات الصغيرة لا تدعم فقط التاريخ القديم لبداية الحياة الحيوانية المعقدة، وإنما توضح أيضاً أن التعقيد الداخلي نشأ وتطور قبل أن تتطور الزيادة في الحجم.
حتى بضع سنوات مضت، كانت الآراء متفقةً على أن الحيوانات المتناظرة ظهرت في سجل المستحاثات قبل 555 مليون سنة، مع أن معظمها ظهر في وقت لاحق في تفجر ابتكاري يعرف بالانفجار الكامبري، بدأ قبل نحو542 مليون سنة. وقد أدت ندرة المستحاثات المبكرة إلى استحالة تمحيص الآراء حول ما الذي أشعل فتيل هذا الانفجار أو حتى القول بالتأكيد ما إذا كانت هذه حقيقةً أو مجرد ظن، لأن الحيوانات المبكرة لم تترك سوى آثار قليلة ملموسة. ولكن البحث على مدى السنوات الست الماضية ـ بما فيه بحثنا في إقليم كويزو ـ قد أدى إلى تغيير الرأي الذي اعتقدناه طويلاً، وإلى القول بأن الحيوانات المعقدة قد نشأت وظهرت قبل الانفجار الكامبري بخمسين مليون سنة على الأقل.
يعتبر التحليل الجزيئي، وبخاصة تقنية ما يسمى الساعات الجزيئية، مفتاحاً للتفكير الحديث في متى نشأت الحيوانات المبكرة.
في البحث عن السلف المشترك الأخير لمتناظرة الجانبين، يبدو أن المستحاثات الفعلية هي وحدها التي سوف تقدم دليلا لا يقبل الجدل على توقيت ظهورها. وقد أعطى هذا دافعا كبيرا لعلماء المستحاثات للخروج إلى الحقل للبحث عن مستحاثات أقدم من العصر الكامبري.
لقد قدمت منطقة تشنجيانج بإقليم يونّان بالصين اكتشافات مهمةً حديثةً كثيرةً عن كائنات لينة مميزة أيضاً للانفجار الكامبري. وكذلك مناطق إبدياكارا الأسترالية التي وجد فيها أول مثال أحافير غريبة لينة الجسم لما قبل العصر الكامبري.
توضح الدراسات الأخيرة، أن الصخور في إقليم كويزو بجنوب الصين أقدم من أحياء إيدياكارا أي في فترة منذ 580 إلى 600 مليون سنة، ومن ثم فإن المستحاثات الدقيقة التي تحويها قد عاشت ما يراوح بين 40 و 50 مليون سنة قبل العصر الكامبري.
وأظهرت الدراسات التالية باستخدام الساعة الجزيئية، تقديرات لهذا الانشقاق تختلف اختلافات ذات دلالة تراوح بين قديم يبلغ بليون سنة وحديثٍ عند ما قبل العصر الكامبري مباشرةً. وقد أدت هذه الاختلافات في التقدير بطبيعتها إلى الشك في التقنية المستخدمة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 800