وجدتها: أما عطشنا؟

أقر الباحثون أن دمشق هبة بردى، ولولا مياه بردى لما كانت دمشق؛ فهو حقيقة دمشق، وحقيقة تشكيل النسق الحضري، واستقرار السكان في المجال المكاني هذا، فالمياه هي المحدد الرئيس للتنمية العمرانية

ويرتبط التوسع العمراني للتجمعات السكانية بشكل مباشر بزيادة عدد السكان من جهة، وتوافر المياه اللازمة لتلبية احتياجات السكان من جهة أخرى؛ فالمصادر المائية من أهم المحددات الاستراتيجية ذات الأثر الكبير المهم في رسم البدائل التخطيطية، التي ستصبح مدينة دمشق مدينة مغلقة نتيجة شح مواردها المائية ولا يمكن استجرار مائها من خارج الإقليم بشكل مستدام، ولهذا يجب معالجة موازنتها المائية بشكل مباشر من خلال نموذج برمجي يساعد على إدارة الموارد المائية وإعداد موازنته في ضوء المعطيات المناخية السنوية المباشرة، دون لَيٍّ ذراع الواقع، لإرغامنا على الوصول إلى حيث لا نريد.

إن مياه مدينة دمشق تعاني أساساً مما قبل الأزمة من عدم توافر إدارة متكاملة للاستثمار المتوازن للموارد ·المائية في الحوض نتيجة غياب الاستراتيجية الشاملة للاستثمار الآمن المستدام؛ وتعدد الجهات المسؤولة وغياب العديد من مؤشرات الموازنة المائية وتفاوت بياناتها، وتعدد مصادرها، مثل: الاحتياطات المائية القابلة للاستثمار، ونسبة التجدد السنوية، وأنماط إعادة الاستخدام للمياه المعالجة، والتكاليف، وتخصيص المياه، وتدفق الأنهار والمسيلات، وموارد المياه الجوفية الاحتياطية والجوفية، وتحويلات المياه، والتبخر، والجريان السطحي، وتدفق الأساس، وأحمال التلوث.

فكيف بنا الآن مع تعاظم مشكلة المياه ضمن العديد من المشاكل القائمة ضمن الحرب.

إن دمج عملية إعادة الإعمار مع محاولات الخصخصة لأكثر القطاعات حيوية في سورية وهي المتمثلة في الماء والكهرباء جارية على قدم وساق، وهي تندر في إطار استغلال الأزمة ضمن سيطرة الفوضى، التي هي نتيجة حتمية للكارثة الإنسانية في زمن الحرب.

 

وما تزال عمليات الخصخصة التدريجية لقطاع الاتصالات غضة في ذاكرتنا، ولسنا بحاجة لإنعاشها فجيوبهم تتلظى بشكل شبه يومي مما ندفعه.