وجدتها: نافذة واحدة

تم إطلاق خدمة النافذة الواحدة عبر «مركز خدمة المواطن» بمحافظة دمشق وعدد من البلديات وكان المعلن أن الهدف من النافذة الواحدة هو «تبسيط الإجراءات في العمل واختصار المراحل من أجل توفير الوقت والجهد والمال، من أجل إعادة الثقة بين المواطن والموظف من خلال الشفافية ووضوح الإجراءات والوثائق المطلوبة»، حيث تقدم معاملات التراخيص الإدارية كلها وخدمات سريعة هي السجل العدلي «لا حكم عليه» والسجل المدني «إخراج قيد فردي- بيان طلاق- بيان ولادة- بيان وفاة- بيان زواج»، والسجل التجاري وكذلك تثبيت عقود الإيجار السكنية للسوريين.

لكن الشعارات شيء والواقع شيء آخر مختلف نهائياً. إن الاستفادة من التقنيات الحديثة للتسهيل هدف لا غبار عليه، لكن الحقيقة أن السجل العدلي الذي لا يتجاوز إصداره في دائرته الأصلية نصف ساعة، يصل إصداره في الحد الأدنى إلى خمس ساعات في النافذة الواحدة وقد يصل إلى بضعة أيام، وبالتالي فهدف الوقت والتسهيل لم يتحقق نهائياً.

هذا ناهيك عن الشبكة التي تعاني دوماً من البطء، وتبدو الشماعة التي تعلق عليها الأخطاء كلها، وعن تكاليفها العالية بثلاثة أضعاف.

وما زاد الطين بلة توقف تكنولوجيا المعلومات كلها عن العمل من شبكة خليوية إلى شبكة انترنت، بحجة امتحانات الثانوية العامة، هذا التعطيل غير المفهوم وغير المبرر، حيث تتم معالجة كارثة الغش الامتحاني الكبيرة بكارثة أكبر.

إن التعامل مع التكنولوجيا والاتصالات الحديثة،- التي من المفترض أن تسهل حياتنا الصعبة أصلاً في زمن الحرب -ما يزال بعقلية أيام حبر الكوبيا، و الفوائد المرجوة كلها غير المحققة، تذكرك بأنه لا فائدة من الثقة، حينما يجري تمجيد العودة إلى البدائية وما قبلها، بالحجج الممكنة كلها.

 

ويأتي خبر إمكانية إصدار جواز السفر عبر الإنترنت من المنزل ليصبح واحداً من الإنجازات المتراكمة، تلك التي يجري إجهاضها قبل البدء بها على طريقة النافذة الواحدة.