وجدتها:هل حقاً التغير المناخي سبب الحرب في سورية؟

وجدتها:هل حقاً التغير المناخي سبب الحرب في سورية؟

لي ذراع الوقائع سمة مميزة للسياسة الإعلامية الأميركية، حيث يمكن بكل بساطة تحويل الأسباب الحقيقة إلى أسباب ثانوية والعكس بالعكس.

تعتبر ظاهرة الاحتباس الحراري وازدياد نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الهواء المسؤول الأول عن ظاهرة التغير المناخي، وتعتبر الدول الصناعية الكبرى مسؤولة عن زيادة الظاهرة، ولابد لهذه الدول أن تتحمل مسؤوليتها.
إن التغيرات المناخية التي تعصف بالعالم أجمع هي نتيجة سياسات الاستغلال غير المدروس لموارد الكرة الأرضية، حيث لا ينظر نمط الإنتاج الرأسمالي لا إلى الطبيعة ولا إلى الإنسان عند استغلال الموارد.
قالت دراسة أميركية حديثة «إن التغير المناخي الذي شهدته سورية بين عامي 2007 و2010 ساهم بشكل كبير في اندلاع الحرب في سورية في عام 2011.
وأوضحت الدراسة، التي أجريت بالأكاديمية الأميركية للعلوم، أن الجفاف الذي ضرب القطاع الزراعي في سورية بين 2007 و2010، والذي كان الأسوأ على الإطلاق في المنطقة، قد يكون سببا رئيسيا في اندلاع النزاع المسلح بها، حيث أنه أثر بشكل كبير على الثروات الطبيعية مما أجبر المزارعين ومربي المواشي المفلسين على النزوح إلى المدن وانتشار الفقر بشكل كبير.
وأوضح الباحثون أن وضع سورية كان سيئاً بسبب عوامل أخرى مثل الانفجار السكاني، حيث ارتفع عدد السكان من 4 ملايين في خمسينات القرن الماضي، إلى 22 مليوناً حالياً، بالإضافة إلى زيادة زراعة القطن وتصديره، والذي تحتاج زراعته إلى كميات كبيرة من المياه، فيما أثرت عمليات حفر الآبار بطريقة قانونية إلى تراجع كميات المياه الجوفية.
وأكدت الدراسة أن التغير المناخي، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، يزيد من فرص العنف، الذي قد يتسع من هجمات فردية لحروب واسعة النطاق.»
إن تحليلاً من هذا النوع ينفي كون نمط الإنتاج الرأسمالي النيوليبرالي واحداً من الأسباب ويجعل أحد نتائجه (دون توضيح الأسباب) أحد الأسباب التي (لا ضرورة لمعرفة لماذا وكيف حصلت).
بالإضافة إلى أنه يجعلنا نعيش في جزيرة معزولة وكأن التغير المناخي يحصل في سورية وحدها، ويجعل محور الحرب «سورية» بغض النظر عن ارتباط هذه الحرب بمجمل التغيرات العالمية سياسياً واقتصادياً عبر مرحلة تدهور النظام الرأسمالي العالمي.