وجدتها:معادلات رياضية حربية

وجدتها:معادلات رياضية حربية

نشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» قبل فترة مقالاً تحت عنوان «معادلة رياضية للحرب العالمية الثالثة» جاء فيه أن العلماء الروس بدأوا مؤخراً في استخدام مصطلح جديد، وهو التاريخ الرياضياتي.

وعمل الخبراء في هذا المجال على معالجة ثلاثة اتجاهات رئيسية، منها وضع نماذج تفصيلية للعمليات التاريخية، وتحليل بدائل تاريخية، والتكهن في أحداث تاريخية مستقبلية.

وتوصلوا إلى استنتاج مفاده بأن تقدم البشرية مرتبط في الوقت الراهن بأزمات يواجهها الاقتصاد العالمي، ويدل التاريخ على أن خطر نشوب الحرب بين دولتين أو مجموعتين من الدول يجبرهما على التخلي عن التكنولوجيات القديمة والانتقال إلى تكنولوجيات جديدة لم تعرفها البشرية سابقاً.

وعلى سبيل المثال أطلق العلماء على الحرب العالمية الأولى حرب النفط ضد الفحم. 

وتبين حسابات العلماء أن المرحلة الراهنة تشهد انتقالاً من نمط تكنولوجي خامس (الإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر وكيمياء البولميرات والهواتف المحمولة) إلى نمط تكنولوجي سادس يقضي باستخدام التكنولوجيا البيولوجية وتكنولوجيا النانو والروبوتات وأنظمة الواقع الافتراضي. لكن مجموعة التكنولوجيا الأخيرة غير جاهزة لاستقطاب أموال باهظة بطريقة طبيعية. وقد يساعد في ذلك نزاع واسع النطاق، وهو الحرب العالمية الثالثة.

ومن المعروف أن تحديد أفضل النتائج هو المجال الرئيسي في بحوث العمليات حيث يعنى بإيجاد الحل الأمثل. وفيه يتم نمذجة الواقع في شكل معادلات رياضية ومن ثم حل هذه المعادلات باستخدام طرائق بحوث العمليات المتعددة للوصول إلى الحل الأمثل. وعادة ما يكون النموذج الرياضي على الشكل التالي:

تحديد ما إذا كان المطلوب زيادة الربح (أو ما شابه) أو تقليل التكلفة (أو ما شابه)

وضع المعادلة التي تمثل القيمة المراد زيادتها أو تقليلها (ربح أو تكلفة)

وضع الضوابط التي تحكم قيم المتغيرات المختلفة والتي غالباً ما تمثل الموارد المحدودة (موارد بشرية أو مواد خام على سبيل المثال)

وتتنوع الأنظمة إلى أنواع كالبرمجة الخطية (السمبلكس) والبرمجة غير الخطية والبرمجة الديناميكية (غير الثابتة) وبرمجة الأعداد الصحيحة وبرمجة الأهداف والبرمجة الاحتمالية

ومن ثم يتم حل النظام بالطريقة المناسبة واستخراج الحل الأمثل لتطبيقه في الواقع.

فهل نحن حقاً أمام حتمية حرب أم أن هذا الانتقال الذي يؤسس لمرحلة قد لا تكون قوانين الاقتصاد الرأسمالية في مراحلها الأخيرة هي السائدة فيها، ربما تسود المرحلة القادمة قوانين اقتصادية من نمط مختلف، يؤسس لنظام يتناسب مع الضرورات الطبيعة والبشر وضرورات التكنولوجيا الحديثة، نظام لا تكون الحرب جزءاً مكوناً منه على الإطلاق.