خسارة الوزن.. والعقل..

خسارة الوزن.. والعقل..

نحمل اليوم لأصحاب الوزن الزائد بشرى سارة، فقد توصل العلم بعد سنين طويلة من التجارب إلى الحل الأمثل لخسارة تلك الشحوم الإضافية جميعها، لا داعي لممارسة الرياضة المرهقة، أو حتى الانتباه إلى ما تأكل يومياً من وجبات، يمكنك أن تأكل أطعمتك المفضلة والمليئة بالسعرات الحرارية جميعها دون توقف، لقد قام «الخبراء» في شركة «أسباير» الأمريكية بتوفير الحل المثالي لفقدان الوزن الزائد، لكنك قد تجده «غريباً» بعض الشيء!

بدأت شركة «أسباير» بنشر إعلاناتها ضمن العيادات والمشافي الأمريكية منذ بعض الوقت، ثم بدأت حملة تسويقية شملت العديد من المحطات التلفزيونية والصحف اليومية، لتبدأ معها وعلى التوازي حملة من السخرية من آخر إبداعاتها العلمية الخاصة بفقدان الوزن، يمكنك ببساطة مطالعة أحد مقاطعها الترويجية على شبكة الإنترنت والاستماع إلى الصوت المحبب لأحد خبراء الشركة، وهو يشرح طريقة عمل هذا الاختراع البسيط : «تبدأ العملية بتناولك لوجبة الطعام الدسمة التي تحبها، ثم يقوم أحد خبرائنا باستخدام إبرة سميكة تشق جلدك وصولاً إلى داخل المعدة، عندها يتم وصل أنبوب مطاطي من المعدة إلى الفتحة الخارجية المتصلة بصمام خاص، يمكنك لاحقاً فتح الصمام وإلقاء الكمية التي تراها مناسبة من محتويات المعدة إلى المرحاض بكل سهولة!»

جسم رشيق ورائع

يتابع الصوت المطمئن حديثه بكل جدية: «يمكنك إعادة هذه العملية حينما تريد، ويمكنك حتى الإبقاء على الأنبوب ليتصل بجسدك طوال الوقت، سبعون بالمائة من زبائننا يرغبون بذلك، عندها تستطيع التخلص من محتويات المعدة قبل هضمها أساساً لتحافظ على جسم رشيق ورائع» لا يذكر «الخبير» كيف سيصبح ذلك الجسم رشيقاً ورائعاً مع وجود فتحة بعرض قطعة النقود يتسرب منها الطعام طوال النهار!

الحل السحري

لا يعد هذا الاختراع جديداً على الإطلاق، وقد تمت تجربته مراراً مع حالات مستعصية وإسعافية، قد تسببها السمنة الزائدة أو الافراط في تناول الطعام، لكن إطلاقه للجميع بهذا الشكل ومن دون أي حاجة طبية لذلك، قد يفتح المجال للعديد من المستهلكين «الكسالى» الذين سيختارون بلا شك هذا الحل «السحري» عن ممارسة التمرينات الرياضية، أو تناول بعض الأطعمة الصحية، سيحافظ الجميع على وجباتهم المقلية ولحومهم المعلبة وعشرات الزجاجات من المشروبات الغازية أو الكحولية، ما دامت إمكانية «تفريغها» متوفرة بضغطة بسيطة من «صماماتهم» الجانبية.

سكوتر الكسالى

لا غرابة في ذلك حين يعلم المرء أن العقل المدبر وراء هذ الاختراع هو: «ديين كايمن»، وهو رجل الأعمال الشاب الذي حقق أرباحاً خيالية قبل عدة سنوات، حين قدم للعالم «اختراعاً» آخر سمي لاحقاً بالـ «الدراجة الذكية» أو كما تعرف باسمها التجاري «Segway»والتي لابد أنكم رأيتموها على إحدى الشاشات منذ بعض الوقت، لقد أصبحت اليوم في كل مكان في أوروبا وأمريكا، إنها سطح بلاستيكي بسيط مزود بعجلات تدور بالطاقة الكهربائية، يقف عليها صاحبها لتأخذه أينما يريد، يرى «ديين» أن المشي أصبح أمراً مملاً ويستهلك الكثير من الوقت، يمكنك التنزه الآن وممارسة تمارينك الصباحية باستخدام هذه «السكوتر» دون أن تشعر بالتعب!

مادة دسمة للسخرية

نشرت قناة «abc» الأمريكية استطلاعاً للآراء حول هذا الاختراع منذ عدة أسابيع، ويبدو أن هناك إقبالاً كبيراً للشراء، يقول أحد الزبائن: «إن كانت معدتي تتطلب عادة تفريغاً دورياً للطعام كل حين، فما المانع من المزيد من التفريغ؟ أستطيع تناول وجبتي المفضلة من اللحم المقدد كل مساء دون أن أشغل نفسي بالتمارين الرياضية في اليوم التالي.» ويقول آخر: «أستطيع تفريغ ثلاثين بالمائة من المياه الغازية مع كل وجبة، سألاحظ الفرق على الفور». لكن التقرير ذاته تحول على الفور إلى مادة دسمة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن تحدث عن بعض الجوانب السلبية التي ترتبط بهذا الاختراع، حيث لاحظ في خاتمته، أن «هذا الحل قد يتطلب مضغاً للطعام» وهو نشاط قد يستهلك بعض الوقت والجهد من مستخدميه! لذا حاول البعض بطرافة تطوير ما قدمته «أسباير» عن طريق فتح حفرة أخرى على الجانب الخلفي من الرقبة، يخرج منها الطعام بعد دخوله مباشرة من الفم، وربما يستطيع المرء إعادة إدخال ذلك الطعام من جديد، ليوهم نفسه بأنه تناول وجبة جديدة، هناك العديد من الحلول المكلفة الأخرى التي قد تتفوق على «أسباير» في الأداء والفعالية، مادام بالإمكان فتح المزيد من الفتحات في الجسم للتخلص من الطعام قبل هضمه، ولا داعي أبداً لإعادة التفكير بالمزيد من التمارين الرياضية المفيدة أو غيرها من الحلول «القديمة» و «المملة»..