أفضليات نظم الري وتأثيرها على إنتاجية المحاصيل
تحت عنوان «تحديد الاحتياج المائي وأثره في إنتاجية محصول الفول السوداني باستعمال نظم ري مختلفة» قدم كل من م. حسام المحمد ود. رياض بلدية بحثهما في مجلة جامعة دمشق للعلوم الزراعية في العام 2014
تعتبر المحافظة على الموارد المائية أحد أهم برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما في المناطق الجافة وشبه الجافة التي تقع ضمنها سورية، التي تعاني من التزايد المستمر في طلب المياه، باعتبار أن استعمالات الماء في الري تفوق استعمالاتها البشرية بما لا يقل عن عشرة أضعاف.
استنزاف المخزون المائي
لم تستطع الجهود المبذولة في هذا المضمار حتى الآن تحقيق التوازن المرجو بين الموارد المائية المتاحة، والطلب المتزايد عليها، الأمر الذي سبب استنزافاً واضحاً للمخزون المائي الجوفي وهبوطاً في مستوياته وتدهوراً في نوعيته، لذا توجهت اهتمامات القطاع الزراعي ومشاريع الري وأولوياتهما في المنطقة العربية حديثاً إلى تطبيق أساليب الري الأكثر اقتصادية وتوفير في مياه الري مع ضمان الحصول على زيادة المردود الزراعي، لاسيما أن مشكلة الأمن الغذائي في الوقت الحاضر تعد واحدة من أبرز المشكلات تعقيداً على المستوى الدولي والإقليمي والوطني، وهكذا توجه تفكير مخططي الري بصورة جدية نحو تطبيق نظم الري الحديثة، كالري بالرذاذ والري بالتنقيط.
سورية الرابعة في الإنتاج
وفي هذا البحث درس تأثير طرق الري عبر الاستهلاك المائي من حيث الإنتاجية وكفاءة استخدام المياه، في محصول الفول السوداني الذي تعتبر سورية من أهم الدول العربية الأساسية في زراعته، إذ تحتل المركز الرابع بين الدول العربية. ومن حيث المردود تأتي سورية في المركز الثاني، ويعد محصول الفول السوداني من المحاصيل الهامة من الناحية الاقتصادية لما له من أهمية صناعية، إذ تصل نسبة الدهون فيه إلى60 %، والمواد البروتينية إلى %34 ، كما يمكن الاستفادة من قشور ثمار الفول السوداني لصناعة المواد العازلة وفي التدفئة. ومن الممكن أيضاً مزجه مع دقيق القمح واستخدامه لصناعة الخبز.
العلاقة بين إنتاجية المحاصيل وكمية المياه
إن العلاقة بين إنتاجية المحاصيل وكمية المياه المضافة هي علاقة معقدة؛ فالإنتاجية تزداد بزيادة كمية المياه المضافة إلى حد معين. ويجب توافر المعلومات الكافية المتعلقة بجدولة الري المثالية للكميات المحددة من مياه الري بغية تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة، وقد أكد الباحثون: أن الري أحد العوامل المهمة في تحديد إنتاج المحاصيل، لأنه يتعلق بالعوامل التي تؤثر في بيئة النبات وتطوره، وبالتالي يسهل استخدام جدولة الري والمعطيات المناخية ومعاملات المحصول، معرفة دلالة إنتاجية الري التي يحاول المزارع أن تكون محققة لوظيفتها، وبين الباحثون أن العامل الرئيسي الذي يتحكم في استهلاك المحصول للماء هو سطح التربة. كما أن أسلوب إعداد التربة للزراعة يحدد هذه الكمية، إضافة لحركة الماء في التربة باتجاه السطح.
نظم الري التقليدية وضياع الأراضي الزراعية
إن إتباع نظام الري التقليدي يتسبب بضياع نسبة لا بأس بها من الأراضي الزراعية لتشكيل قنوات وأكتاف ومحابس للماء، وبالتالي تخرج هذه المساحات عن دائرة الإنتاج الزراعي، لتكون كفاءة الري في هذا النظام بحدود60 %-.40 كما يصعب في الوقت ذاته استخدام المكننة الزراعية في عمليات الخدمة وأكد الباحثون أن اتباع الأساليب الحديثة في ري المحاصيل يؤدي إلى زيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء، وزيادة نفاذيتها، وتقليل الماء المفقود بالجريان السطحي، وتأمين احتياجات النبات من المياه.
التجربة الهندية
ويعد الري بالتنقيط الوسيلة المهمة لتحقيق إدارة دقيقة فعالة لمياه الري ومراقبتها، بالمقارنة مع الطرق التقليدية الأخرى لاسيما الري السطحي والري بالرش والأهم من ذلك إمكانية حقن الأسمدة الآزوتية والأسمدة الذوابة الأخرى ضمن نظام الري المضغوط ليحقق بذلك إدارة متكاملة لكل من الري والتسميد الآزوتي، وبين الباحثون أن الاحتياج المائي الموسمي لمحصول الفول السوداني باستخدام نظام الري بالرش تراوح بين 5750 m3/ha و6500 خلال فصل النمو ووصلت الإنتاجية 6. إلى 6.5طن/هكتار كما أجريت دراسة على محصول الفول السوداني في ولاية جاجارتا غرب الهند، لمقارنة الري بالرش مع الري بالخطوط لري محصول الفول السوداني، وتبين أن الري بالرذاذ زاد كفاءة استخدام المياه بنسبة %32 والربح بنسبة أكثر من 50 % مقارنة مع الري بالخطوط. كما أدت إلى زيادة نسبة الزيت32.2 %، ونسبة توفير في المياه 24.4 % مقارنة مع الري بالخطوط.
نُفّذ البحث في محطة بحوث ري تيزين التابعة للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية في حماه، بهدف تحديد الاحتياج المائي لمحصول الفول السوداني، وتقدير معامل المحصول، وتأثير نظم الري في إنتاجية المحصول. واستخدمت أربعة طرق ري (التنقيط، والرذاذ، والمرشات صغيرة، والشاهد الري السطحي التقليدي) وثلاث مكررات لكل معاملة، ولموسم زراعي واحد2011: صممت التجربة على أساس القطاعات الكاملة العشوائية، بمعاملة مائية واحدة عند 75 % من السعة الحقلية. أظهرت النتائج تفوق تقنية الري بالتنقيط من حيث الاستهلاك المائي، وبلغ الاستهلاك المائي (6522 م3 /ه(، وهو ما أدى إلى التوفير في مياه الري بنسبة 60.14 %) ( مقارنة مع الري السطحي التقليدي، إذ بلغ الاستهلاك المائي للري السطحي (13495). م3 /ه كما تفوقت تقنية الري بالتنقيط عند>p 0.05 في إنتاجية المحصول، فبلغت إنتاجيتها 5920 كغ/ه، بزيادة قدرها22.57 %، وبلغت كفاءة استخدام المياه 1.91 كغ/م 3مقارنة مع) الشاهد) الري السطحي، إذ بلغت إنتاجيته ( 4820 ) كغ/ه. تلتها طريقتا: الري بالرذاذ والمرشات الصغيرة، إذ بلغ الاحتياج المائي 8999 و 9396 م3 /ه، وكفاءة استخدام للمياه 0.67 و 0.58كغ/م3، ونسبة توفير في المياه 36.65 و31.98 % على التوالي مقارنة مع الري السطحي التقليدي. ولم يظهر الرصد الفينولوجي فروقاً كبيرة بين طرق الري من حيث مواعيد الإنبات والإزهار والنضج.