توثيق الانتهاكات على الآثار السورية

توثيق الانتهاكات على الآثار السورية

قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف في ريف دمشق على موقعها الالكتروني بتوثيق 50 موقعا أثرياً من أهم المواقع الأثرية في سورية.

ويضع الموقع أهم المواقع الأثرية المسجلة وغير المسجلة في لائحة التراث العالمي ومعلومات تاريخية عنها ومخططات طبوغرافية ومعمارية وأهم العمليات التنقيبية الأثرية والمكتشفات الثابتة والمنقولة إضافة للتلال والمباني الأثرية.
التوثيق الالكتروني للمواقع الأثرية
أكد مدير آثار ريف دمشق د. محمود حمود أن التوثيق الالكتروني للمواقع الأثرية يتضمن معلومات عنها تشمل مادة علمية ومخططات وصوراً وتاريخ المواقع والتنقيبات الأثرية والإحداثيات ووصف موقعه الجغرافي والمدن والقرى والبلدات والكهوف إضافة إلى بداية الاهتمام بها، وذكرها في المصادر التاريخية والتحدث عن أعمال تنقيب المواقع والترميم إلى تاريخ تسجيل المواقع على اللائحة الوطنية للتراث العالمي.
وأوضح أن الموقع الالكتروني للمديرية سيكون بمثابة مرجع للباحثين والمختصين في الآثار والتاريخ والسياحة ولكل المهتمين والقارئين مبيناً أنه سيتم توثيق ما لا يقل عن 200 إلى 300 موقع أثري للمواقع القديمة والمغمورة والمكتشفة حديثا خلال مدة لا تتجاوز العام.
كتاب الإرث التاريخي في سورية
هذا وقد سبق ذلك صدور كتاب الإرث التاريخي في سورية خلال الأزمة 2011- 2013 عن المديرية العامة للآثار والمتاحف الذي وثق الانتهاكات الجارية بحق الآثار السورية.
ويوضح الكتاب، الذي ضم في طياته جميع المعلومات باللغات العربية والانجليزية والفرنسية، الرؤية التي تبنتها المؤسسة الأثرية في التعاطي مع الشأن الأثري، والتي تجلّت في السعي لتوحيد جميع السوريين حول هدف واحد هو الدفاع عن الآثار وتحييدها، باعتبارها تجسيداً لما جمعهم دائماً، ولروح هذا الشعب وهويته وذاكرته المشتركة.
الأضرار في المواقع الأثرية
يتضمن الكتاب إضافة إلى المعلومات التي يقدمها، صوراً مصدرها المديرية العامة للآثار والمتاحف أو مأخوذة من مواقع الكترونية، توثق الأضرار في المواقع الأثرية، وخرائط أعدّها فريق خبراء من المديرية، باستخدام أحدث التقنيات وأنظمة المعلومات الجغرافية، تبيّن توزع الأضرار في المباني الأثرية، وتوزع الأضرار في مختلف المدن والمحافظات السورية، وأماكن التنقيبات السرية والسرقات في المواقع الأثرية، وتوضع التعديات العمرانية ضمن المواقع الأثرية، وتوزع السرقات التي طالت المتاحف السورية، كما يتضمن الكتاب جداول وإحصائيات وملاحق تعريفية لبعض المواقع تفيد القارئ العام.
الأضرار الناجمة عن الاشتباكات
تحدث عن العديد من المواقع منها المتاحف التي تضررت نتيجة الاشتباكات، حيث طالت أضرار مادية الكتلة المعمارية لبعض المتاحف كما في مبنى متحف حلب ومبنى متحف دير الزور، إذ تهشمت بعض النوافذ الزجاجية والأبواب، وتضررت الأسقف المستعارة بسبب وقوع تفجيرات في مناطق مجاورة للمتحفين، وسقوط قذائف هاون.
كما تعرض متحف حماة ومتحف معرة النعمان ومتحفا التقاليد الشعبية في حمص ودير الزور لأضرار مادية بسبب الاشتباكات، وتأذت أسوار متحف تدمر إثر إصابتها بقذائف أطلقت من منطقة البساتين المجاورة.
تتطلب هذه الأضرار إعادة إعمار الأماكن المتصدعة والجدران المخربة وإعادة التأهيل، وقد اتخذت المديرية العامة للآثار والمتاحف بعض الإجراءات الإسعافية لتؤمن الحماية المؤقتة للمتاحف، إثر الأضرار التي لحقت بها.
سرقات المتاحف
كما شهدت المتاحف السورية مع بداية الأحداث سرقة قطعتين أثريتين، هما تمثال برونزي مطلي بالذهب يعود للفترة الآرامية من متحف حماة، وقطعة حجرية رخامية من متحف أفاميا. وسرقت 17 قطعة فخارية وبعض الدمى الطينية من قاعة العرض في قلعة جعبر. وسرق لصوص قطعاً تراثية من متحف التقاليد الشعبية في حلب، هي عبارة عن أوان زجاجية وخناجر بغدادية وست نبال وبعض الألبسة.
كما تم تداول معلومات غير واضحة عن سرقة بعض موجودات المتحف في حمص، في حين لم ترجح تقارير دائرة آثار حمص هذه المعلومات، ورغم أن التقارير أوضحت صعوبة تقييم الوضع بدقة إلا أنها أكدت عدم خطورته.