وجدتها: هل تملك وعيك؟
من المعروف أن الإعلام هو إحدى أدوات بسط الهيمنة والتحكم بالوعي في إطار الصراع الاجتماعي على السلطة والثروة، وقد تحث الكاتب سيرجي قره-مورزا في كتابه «التلاعب بالوعي» عن شيزوفرينيا الوعي الاصطناعية، حيث يظهر فقدان المقدرة على وضع الصلة بين الكلمات والمفاهيم المنفصلة بما يحطم ترابط التفكير ضمن منظومة منطقية وتناول نقدي ليبقى الناس أسرى التصديق الساذج لاستنتاجات المذيع الأنيق والعالم صاحب السمعة والشاعر المشهور،
(وفي يومنا هذا المحلل السياسي والاستراتيجي والعسكري وشاهد العيان)، ويصبح تدمير المنطق والتلاعب يتم بسهولة أكبر في الوعي العقلاني إلى أقصى حدود العقلانية بحكم كونه الأضعف في حين أن التفكير المسلح باللاعقلانية هو الأكثر ثباتاً (وصنمية).
حين يسمع إنسان يحترم ذاته عن التلاعب بالوعي يظن أنه هو تحديداً لا يمكن خداعه فهو فرد وذرة حرة من البشرية كيف يمكن التأثير به؟ لكن المفارقة أن العلم أثبت إمكانية انشطار الذرة
تعالوا نفهم ماذا كان هذا الطعم ومن جهزه وبأية كلمات ألاحوا به أمام أنوفنا. لأن ما فعلوه بنا يسمونه اسماً مملاً: هو التلاعب بالوعي الاجتماعي.
غيّر النشاط الخفي نفسه في مجال التلاعب بالوعي الاجتماعي لشعوب عدة على الأرض وجه العالم ومس عملياً كل ساكن على الكوكب. وخصوصاً الفئة المثقفة من الإنسانية والقارئ والمشاهد التلفزيوني. إذ إن الإيمان بقوة العدو الغامضة تصيب إرادة المقاومة بالشلل. (مثال العدوان الأميركي).
هل من الممكن في الواقع إفساد منطق أصحاب النوع العقلاني من التفكير، وإن كان ممكناً فكيف يتم؟ يتلخص التأكيد الأول، الذي يبدو غريباً للوهلة الأولى، في أن تدمير المنطق والتلاعب يتم بسهولة أكبر في الوعي العقلاني إلى أقصى حدود العقلانية. التفكير الأكثر صفاءً وعقلانية هو أيضاً الأضعف إلى أقصى حد. أما التفكير «المسلح» بالتصورات اللاعقلانية فهو أكثر ثباتاً بكثير