وجدتها : بين العالِم والإعلامي

وجدتها : بين العالِم والإعلامي

من أولى صفات العالِم في عمله شدة الدقة والموضوعية، والشك المتواصل الذي يد فعه دوماً إلى تقصي الموثوقية وإمكانية إعادة إنتاج العمل العلمي نفسه في أماكن أخرى، في ابتعاد شديد عن الأنانية رغم كون الإنتاج العلمي يبعث الرضا في النفس

لكن ازدياد التوغل في أعماق البحث العلمي تزيد الباحث ثقة بأنه ما زال على حافة المعرفة وبأن هناك الكثير ليسبر أغواره.
بينما نعرف كثيراً أن الإعلامي وهذا ليس من باب الذم وإنما من طبيعة العمل إلى حد كبير، رغم رغبته الشديدة في تقصي الدقة والموضوعية، يضع الكثير مما في نفسه ومن آرائه في عمله، مما يتيح له التميز، بوجود مساحة جيدة للإبداع واللمسات الشخصية الخلاقة في العمل الإعلامي، وهي إلى جانب الجوانب المهنية التي لا غنى عنها ما يميز إعلامياً وقد يجعل منه نجماً.
في عالم العلم وللأسف لا يوجد نجوم، إلا أولئك الذين يعتقدون أن المبالغات واللمسات الشخصية (دون الغوص كثيراً في صعوبات وجهد العمل العلمي) تصنع منهم نجوماً.
من حسن الحظ أن هؤلاء قلة، يلبسون لباس العلماء ويتصرفون كالإعلاميين، قد يصدقهم من لا يدرك البعد العلمي للقضايا التي يطرحونها للأسف لكنهم مكشوفون من غالبية من يعمل في العلم الحقيقي.