المخاطر الصحية لاستخدام المضادات الحيوية في علف الدواجن

المخاطر الصحية لاستخدام المضادات الحيوية في علف الدواجن

تطرح سلامة الغذاء نفسها كواحدة من المواضيع الطبية الساخنة، التي تهم كل الناس بلا استثناء

وقد عاد الحديث في بداية هذا العام عن حالات العدوى الجرثومية ببكتيريا إي كولاي المقاومة لمجموعة واسعة من المضادات الحيوية (أهمها مضادات تنتمي إلى آخر جيل من مجموعة الفلور كينولون) ليثير مجدداً الجدل حول الاستخدام المفرط وغير الرشيد للمضادات الحيوية في أعلاف الدواجن بشكل خاص، خاصة بعد تأكيد وقوع إصابات واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية ببكتيريا أي كولاي نتيجة لتناول أوراق سبانخ وخس طازجة، ملوثة بالبكتيريا، ومن إنتاج إحدى مزارع كاليفورنيا، ليتضح لاحقا أن مصدر التلوث هو سماد عضوي (غير معالج بشكل كاف) ومن مزارع دواجن تستخدم المضادات الحيوية في أعلاف الدواجن كأداة لتحسين النمو ورفع عائدية الأعلاف . وبعد هذه الحادثة عادت مجلة الأمراض المعدية العلمية الصادرة في الولايات المتحدة، لتطرح موضوعين جديدين بهذا الشأن: الأول للباحثين من الولايات المتحدة حول التداعيات والمخاطر من استخدام المضادات الحيوية في أعلاف الدواجن وإثبات دورها في ظهور سلالات جديدة من بكتيريا الكامبيلو باكتر المقاومة للمضادات الحيوية والثاني حول ما قام به الباحثون من المؤسسة القومية للصحة العامة في فنلندا عند تتبع أسباب الحالة الوبائية التي تعرض الناس لها، وخاصة الأطفال منهم، في مناطق مختلفة من فنلندا نتيجة تناول الجزر النيئ،  وأثبتت التحاليل وجود بكتيريا يرسينيا بسودوتيبركيولوسس في عينات البراز لأولئك الأطفال المصابين، وأيضاً وجود البكتيريا نفسها في المزرعة المنتجة للجزر الملوث. وتعتبر الحالة الوبائية هذه هي الأولى في فنلندا التي يتمكن الباحثون من تتبعها ونجاح جهود التحريات عن مصدرها. وتبين أن السبب يعود إلى أسمدة عضوية تحمل هذا النوع من البكتيريا ولكنها لحسن الحظ لم تكن مقاومة للمضادات الحيوية المستخدمة في علاج هذه الإصابات حيث تحظر القوانين في دول الاتحاد الأوروبي استخدام المضادات الحيوية في أعلاف الدواجن وعلف حيوانات التسمين الآخر،، بعكس القوانين في أمريكا. وإضافة لذلك يقول الباحثون من مؤسسة مارشفيلد لأبحاث الأمراض المعدية في ويسكنسن بالولايات المتحدة في نتائج مبدئية لدراساتهم بأن ثمة مؤشرات قوية على أن التناول أو حتى الملامسة للحوم الدواجن، التي تمت تربيتها و تغذيتها بأعلاف معالجة بالمضادات الحيوية، يحمل مخاطر صحية على الإنسان. وأهم المخاطر تلك هو ظهور حالات خطرة من الإصابة بأمراض تسببها سلالات بكتيريا جديدة، مقاومة للمضادات الحيوية التقليدية، وحتى للأجيال الحديثة والمتطورة من هذه المضادات التي يعول عليها الأطباء في معالجاتهم.

إلا أن الباحثين نفسهم، ولأسباب غير مفهومة، قالوا بأن النتائج مبدئية ولا تفرض في الوقت الحالي النصح بمنع استخدام المضادات الحيوية في أعلاف الدواجن وحيوانات التسمين، ولذلك اكتفوا بالتوصية والتأكيد على السلطات الفيدرالية لتأخذ بمحمل الجد والأهمية نتائج دراستهم التي توصلوا إليها، مع نشر هذه النتائج مبدئياً..


مجلة الأمراض المعدية العلمية الأمريكية