هل نحن بمأمن من الغازات السامة؟

هل نحن بمأمن من الغازات السامة؟

تنتشر الغازات السامة في حياتنا اليومية دون أن ندري، وتتكفل وسائل الإعلام عادة بمهمة إخفاء ذلك عن أسماعنا وأنظارنا، بمجرد إخفاء المعلومة

ومن أخطر هذه الغازات غاز الديوكسين. ينتمي الديوكسين والذي هو أكثر المواد الكيماوية المعروفة سمّية إلى مجموعة الهيدروكربونات المكلورة  chlorinated hydrocarbons، وهو مادة كيميائية من صنع الإنسان لم تكن في الطبيعة قبل القرن العشرين، ويرتبط بعدة عمليات احتراق وتصنيع كيماوية.
يتحرر الديوكسين في البيئة عبر الوحدات الكيميائية ومصانع المبيدات الحشرية ومصهرات المعادن ومعامل الورق وأفران واحتراق القمامة، وخاصة المعامل التي تنتج polyvinyl chloride) (pvc)) وكل أنواع حرق القمامة، حتى ضمن الحاويات الصغيرة ومراكز تجمع القمامة التي تغص بها بلدنا التي تلوث الأرض والهواء والإنسان والحيوان.
وتظهر الدراسات اليوم أن خطر الإصابة بالسرطان يصبح واضحاً حين تصل حمولة الجسم من الديوكسينإالى درجة تبلغ 8 أضعاف حمولة الديوكسين العادية.
المسبب الأول للسرطان
لقد أعلنت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (iarc) والتي هي جزء من منظمة الصحة العالمية في 14شباط 1977 أن الديوكسين الأكثر فعالية 2-3-7-8-tcdd يعد مسببا للسرطان من الدرجة الأولى.
لقد  تضاعف حدوث سرطان الخصيتين ثلاث مرات في الخمسين سنة المنصرمة كما تضاعف سرطان البروستات.
وفي عام 1960 كانت فرصة إصابة المرأة بسرطان الثدي خلال حياتها تبلغ 1\20 أما الآن فإن الفرصة هي 1\8
أما التأثيرات الأخرى للديوكسينات فهي السكري، والتغيرات في كريات الدم البيضاء، والنقص في عدد النطاف والتهاب بطانة الرحم.
ويوجد الديوكسين في حليب الثدي الدسم، وقد تكون الأجنة والرضع والأطفال أكثر حساسية لدى التعرض للديوكسين بسبب نموهم وتطورهم السريعين.
تتعرض الحيوانات بشكل رئيسي لانطلاق الديوكسينات التي تستقر على سطح التربة والماء والنبات، تدخل الترسبات الموجودة في التربة الى السلسلة الغذائية عند تناولها من الحيوانات العاشبة، ومن ثم يتناول البشر الديوكسينات عن طريق اللحم ومنتجات الألبان والسمك والبيض التي يأكلونها ويتغذون عليها.
لا يتفكك الديوكسين مثل  DDT بسهولة في البيئة، وبالنتيجة يكدس الجسم أي ديوكسين يتعرض إليه على مرّ السنين حتى تبدأ التأثيرات الصحية الضارة بالظهور.
الحد من التسمم بالديوكسين
يمكن الحد من هذا التسمم من خلال عدد من الإجراءات أهمها:
منع حرق النفايات المحلية والطبية والعسكرية وذات النشاط الاشعاعي.
البدء في دراسة استخدام الكلور والحد منه، في إنتاج المبيدات الحشرية والعقاقير الصيدلية وأدوات التجميل والمنظفات والمواد المذيبة والصبغات ومبيدات الأعشاب ومعامل الورق والصناعات البلاستيكية مثل (pvc)  لأنها المصدر الرئيسي للديوكسين .
البدء الفوري والجاد بمعالجة الحاويات وسيارات نقل القمامة ومحطات التجميع والمكبات النهائية للقمامة بطريقة علمية وحضارية بعيداً عن الفساد.