وجدتها : أفضليات النشر
اتبعت الجامعات السورية منذ عدة سنوات سياسة تشجع النشر في المجلات الأجنبية وخاصة منها تلك المعتمَدة في عدد من قواعد البيانات العالمية، على أمل أن يرتفع مستوى نشر الباحثين إلى مستوى العالمية
هي سياسة تمت استعارتها من تلك المتبعة في هيئة الطاقة الذرية وأصبحت المجلات العلمية السورية المعتمدة من الجامعات مجرد فرض واجب يقوم به طلاب الدراسات العليا من أجل تحصيل خمس علامات تحديداً في المعدل النهائي عند حساب معدل علامات الدرجة التي يرغبون في الحصول عليها، ولم تعد لديها أكثر من هذه المهمة، وبداً الطلاب والباحثون يتهافتون على البحث عن مجلات مدفوعة أو غير مدفوعة، خارجية للنشر فيها، وتم تناسي مهمة أساسية للمجلات العلمية المحكمة السورية، ألا وهي رفع مستوى هذه النشرات لترقى للعالمية أولاً، ولتصبح فخرا في نشر أحدث ما توصل إليه الباحثون السوريون.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الأبحاث المنشورة في المجلات الأجنبية غالباً ما لا تكون متاحة للباحثين السوريين، وتكون متاحة فقط لمن هم في الخارج أولئك القادرون على دفع مبالغ مالية ليست قليلة تخولهم قراءتها والاطلاع عليها، وهو ما ليس بالمتاح للباحثين السوريين بسبب ارتفاع أسعار هذه النشرات أولا، وتخلي الجامعات السورية عن سياسة إتاحتها ولو جزئياً بالمجان للباحثين السوريين، تلك السياسة التي كانت مقبولة نسبيا ً في بداية حملة تشجيع النشر الخارجي.
فأصبحنا لا هذا ولا ذاك في نوع من الفصام كعبيد نعمل من أجل تنشيط العلم في الخارج وضربه في الداخل