صانع الساعات الأعمى أو الجديد فى التطور الطبيعي
في مؤلفه صانع الساعات الأعمى يتحدث ريتشارد دوكنز عن نظرية التطور ما بعد الداروينية أو أحد فروع الداروينية الجديدة.
يعد من أفضل الكتب إطلاقاً في علم الأحياء التطورية. يقول مؤلف الكتاب (ريتشارد دوكينز) في مقدمته:
«هذا الكتاب قد تمت كتابته باقتناع راسخ أن وجودنا نفسه وإن طرح ذات يوم على أنه أعظم الألغاز كلها، إلا أنه لم يعد لغزاً لأنه قد تم حله. وقد حله (داروين) و(والاس)، وإن كنا سنستمر زمناً على إضافة ملاحظات هامشية إلى حلهما. وقد كتبت هذا الكتاب لأنه مما فاجأني أن أناساً كثيرين جداً يبدو أنهم ليسوا فحسب غير متنبهين إلى الحل الرائع الجميل لهذه المشكلة جد العميقة، بل إنهم أيضاً في حالات كثيرة غير متنبهين بالفعل وعلى نحو لا يصدق إلى وجود المشكلة أصلاً!»
عندما ظهر كتاب (أصل الأنواع) لداروين فى منتصف القرن التاسع عشر، وفيه نظريته عن التطور والانتخاب الطبيعي أثار ضجة كبرى بين العلماء وغير العلماء، ما بين مؤيد ومعارض ومتحفظ. والآن بعد مرور ما يقرب من قرن ونصف القرن أصبحت نظرية التطور أكثر رسوخآ بما جعلها جزءآ أساسيا في المقررات الدراسية لطلبة البيولوجيا في العالم كله .
بل وظهر بين رجال الدين في العالم الغربي مؤيدون كثيرون للنظرية لهم وزنهم، يبدون أيمانهم بها. ولم يعد الجدل حول التطور ذاته وإنما هو حول الميكانزمات أو الآليات المحركة للتطور ونشأة الحياة .
ودوكنز – مؤلف هذا الكتاب – ينتمي الى ما يعرف بالداروينية الجديدة الأرثوكسية، وهو في هذا الكتاب يدافع عن مدرسته بحماس وحمية، ويفند حجج المدارس الأخرى المعارضة لها. ويرى بعض العلماء أن دوكنز بكتاباته هذه قد وطد من دعائم الثورة الدراوينية في البيولوجيا بمثل ما وطد به جاليليو دعائم ثورة كوبرنيكوس فى الكونيات .
وتظهر قدرات داوكنز – في هذا الكتاب – في الأمثلة العديدة التي يضربها ليبين بها إمكان حدوث التطور الدارويني بالأنتخاب الطبيعي ابتداء مما هو بسيط جدا للوصول الى ما هو معقد جداً، كتطور العين من جزء من سطح الجلد حتى نصل إلى العين البشرية بكل تركيبها، وكذلك تطور الأجنحة أو تطور الرئة .
ولا يغفل - دوكنز فى عرضه للكتاب، أوجه الهجوم الرئيسية على الدراوينية القديمة، والرد عليها: مثل ما تتهم به من أن التطور فيها يعتمد على مصادفات عمياء عشوائية، مع انه لا يمكن أن ينشأ تركب وتعقد منتظم عن العشوائية. وغيرها من الأتهامات ....
ومن الجدير بالذكر، أن (ريتشارد دوكنز) ولد فى عام 1941. وتعلم في جامعة أوكسفورد، وبقي فيها بعد تخرجه ليعمل للدكتوراه. ويعتبر كتاب (الجين الأناني) هو أول كتبه وأشهرها.