وجدتها : نصف الحقيقة
في محاولات التهليل والتهويل بأننا نظهر الحقيقة ننسى أحياناً أن الحقيقة متكاملة وأننا عندما نتغاضى عن أجزاء هامة من الحقيقة لأنها لا تناسب غاياتنا ومزاجنا، إنما نكون قد قدمنا نصف الحقيقة لا غير، وهي لا تشبه الحقيقة أبداً، لا في جوهرها ولا في شكلها
بل على العكس من ذلك فنحن قد اقتربنا بما لا يدع مجالاً للشك من خصمها وعدوها وهو الكذب، ولا يبرر ذلك الادعاء لا بحسن النوايا ولا بنقص المعرفة وهو في هذه الحالة أمر وأدهى لأنك إن لم تتحر بما فيه الكفاية فلا تدّع بأنك تعرف الحقيقة، فللحقيقة عدة جوانب منها المضيء والمناسب للغايات، ومنها المرير والأليم والبشع الذي قد لا يناسب الغايات نهائياً، إن ادعاء نبل الغايات، لا يسوغ تشويه الحقيقة وتزييفها.
قد تحوز على أعلى الجوائز لقولك نصف الحقيقة لكنك حتماً وفي ضمن نظام الرداءة العالمي، لن تسمع مديحاً أو إطراءً على بسط كامل الحقائق، لكن التاريخ وبما أنه يكتب بخط المنتصرين، فسيذكر قولك للحقيقة في الزمن الصعب وبأنك وقفت هذا الموقف الشجاع مع منتصري المستقبل.